بقلم: هانى محمد نائب رئيس القسم الدولى بجريدة اليوم السابع المصرية
حينما قال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى "بكل تأكيد أن مصر تدعم المبادرة لإحياء طريق الحرير.. أخذاً فى الاعتبار أن مصر يمكنها أن تكون نقطة ارتكاز رئيسية لتنفيذ هذه المبادرة عبر المشروعات التى تشهدها قناة السويس، سواء من خلال حفر القناة الجديدة أو مشروع التنمية بمنطقة القناة الذى يشمل إنشاء وتطوير 7 موانئ، فضلاً عن مشروع تطوير الشبكة القومية للطرق، وهو الأمر الذى من شأنه تعزيز فرص التجارة بين مصر والدول الآسيوية، وفى مقدمتها الصين"، فأنه كان يعبر فعلياً عن الرغبة المصرية فى توطيد علاقات التعاون بين مصر والصين، وأن يحقق البلدان أكبر قدر من الاستفادة من المشروع الذى اعلن عنه الرئيس تشى جين بينج، بما سيعود بالنفع على الشعبين المصرى والصينى، وبقية شعوب الدول الواقعة على طول الخط.
لعل مشاركتى هذا العام فى منتدى "التعاون الإعلامى على طول الحزام والطريق 2017" الذى تنظمه صحيفة " الشعب" الصينية، هامة على المستويين الشخصى والعام أيضاً، فالمنتدى يمثل فرصة مناسبة للقاء العديد من الإعلاميين الذين يمثلون الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، بهدف تعزيز التبادلات والتعاون وتحقيق التنمية والمنفعة المشتركة، خاصة أن المنتدى أصبح بمثابة أكبر قمة لوسائل الإعلام العالمية من حيث عدد الدول ووسائل الإعلام المشاركة، ويسعى دوماً إلى توفير منصة دائمة للحوار وطرح الأفكار الخلاقة التى تساعد على تقريب وجهات النظر، وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة لشعوب العالم.
أننى على ثقة بأن طريق الحرير هو ثروة مشتركة لشعوب مختلف الدول، لذلك فقد تابعت وتفاعلت منذ البداية مع تفكير القيادة الصينية فى طرح هذه المبادرة أو ما يمكن تسميته بالعمل على تنمية روح طريق الحرير، حيث طرحت الصين مبادرة "الحزام والطريق"،على أساس مبادئ التشاور والبناء المشترك، بهدف تعزيز التبادل حول السياسات وترابط المنشآت وتفاعل التجارة وانسياب رؤوس الأعمال وتواصل الشعوب، ما يلقى اعترافا واسعا من قبل الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، وما تبع ذلك من تحركات للدولة الصينية للعمل مع الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" لبناء شبكة للتعاون متبادل المنفعة، وخلق نمط جديد من التعاون، وفتح منصات تعاون متعددة، وتعزيز المشاريع فى المجالات الرئيسية،لبناء طريق حرير أخضر وصحى وذكى وسلمي يفيد الدول والشعوب على طول "الحزام والطريق".
ولعل عقد هذا المنتدى يمثل خطوة على الطريق الصحيح، خاصة أن وسائل الإعلام تلعب دورا لا غنى عنه فى نشر المعلومات وتعزيز الثقة المتبادلة والتوافق، كما أن المنتدى من خلال متابعتى لدوراته السابقة، وفر منصة لقيام وسائل الإعلام من مختلف الدول بالتبادلات والتعاون العملى فيه، كانت لصحيفة "اليوم السابع" التى أمثلها فى المنتدى دوراً فاعلاً فى تشكيل الوعى لدى القراء بالاهمية التى تمثلها مبادرة الحزام والطريق، ولانزال نسير فى هذا النهج إيماناً منا بأهمية المبادرة لشعوبنا، خاصة مع إيمانى الشخصى أن طريق الحرير اصبح حلم مشترك لكثير من الدول وشعوب العالم، كما انه يعد ثروة مهمة تركها التاريخ ولعب دورا مهما فى تعزيز تبادل المنفعة بين الشعوب المختلفة.
ويعد المنتدى أيضاً فرصة مناسبة للرد على عدد من المزاعم التى حاول البعض التسويق لها لضرب فكرة المبادرة من الاساس، ولعل أهمها ما قيل بأن مبادرة الحزام والطريق الهدف منها بناء نفوذ خاص للصين أو بمعنى أدق بناء حديقة خلفية للصين، وقد شاهدت كيف تيقن الجميع بإن المبادرة هدفها أشمل من هذا الزعم، وأنها تسعى إلى بناء بستان تتقاسم فيه الدول ثمار التنمية، لتحقيق الرخاء والتنمية للجميع.