بقلم :هانى محمد
طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ فى عام 2013 مبادرة الحزام والطريق بهدف دعم التشاور والتشارك والتقاسم وتعزيز التعاون الاقتصادى والتبادل الثقافى والإنساني لتحقيق التواصل السياسي وترابط الطرق وتدفق الأعمال التجارية وتداول العملات والتفاهم بين الشعوب ودفع التنمية المشتركة على طول الدول الواقعة على الحزام والطريق.
وتعتبر الدول العربية خاصة مصر، شريكا هاما فى بناء مبادرة الحزام والطريق مع الصين، حيث أبدى الرئيس عبد الفتاح السيسى تجاوباً مع المبادرة، وشاركت مصر فى العديد من الفعاليات التى نظمتها بكين فى هذا الاتجاه، وهو ما يؤكد الاهتمام المصرى الكبير بها، وكذلك تقدير القيادة المصرية للدور الذى تلعبه القيادة الصينية فى سبيل الارتقاء بحجم المعاملات والتبادل الإقتصادى وتحقيق الاستفادة القصوى للجميع، وفقاً لما أكده الرئيس الصيني شي جين بينغ في يونيو 2014، حينما ألقى خطابا خلال الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي ببكين، بعنوان "تجسيد روح طريق الحرير لتعميق التعاون الصيني العربي" وطرح فيه بوضوح التشارك الصيني العربي لبناء "الحزام والطريق".
ومن هنا قررت صحيفة الشعب الصينية عقد منتدى سنويا لوسائل إعلام الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، ليكون فرصة للإعلاميين الذين يمثلون الدول الواقعة على طول الحزام والطريق لتعزيز التبادلات والتعاون وتحقيق التنمية والمنفعة المشتركة، وتحقيق أكبر قدر من المنفعة للشعوب الواقعة على طول الحزام والطريق، وهى مبادرة جيدة من الصحيفة، وتؤكد أن للمبادرة أبعاداً أخرى ثقافية وإعلامية، تستهدف تحقيق التواصل بين كل قطاعات شعوب الدول الواقعة فى نطاق المبادرة.
حيث نجد أن التعاون الصيني العربي حقق تقدما كبيرا وإنجازات هامة في مختلف المجالات حيث وصل حجم التبادل التجارى بين الصين والدول العربية بعد إطلاق المبادرة إلى 191 مليار دولار في نهاية 2017، وشكلت مبادرة الحزام والطريق منصة جديدة للتعاون الصيني العربي ودفعت التقارب الاستراتيجي بين الصين والدول العربية وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز التبادل الإنساني والثقافي الثري والمتنوع والتواصل بين الشعوب.
ويعد المنتدى أيضاً فرصة مناسبة للرد على عدد من المزاعم التى حاول البعض التسويق لها لضرب فكرة المبادرة، ولعل أهمها ما قيل بأن مبادرة الحزام والطريق الهدف منها بناء نفوذ خاص للصين، ولكن الحقيقة أنها تسعى إلى بناء بستان تتقاسم فيه الدول ثمار التنمية، لتحقيق الرخاء والتنمية للجميع.