يشتهر السودان بزراعة قطن عالي الجوده، الا انه أخفق حتى الآن فى إقامة صناعة كاملة بسلسلة انتاج من زراعة القطن ومعالجته وتحويله إلى منسوجات وملابس.
والآن تقوم الصين ببذل جهود ضخمة لمساعدة السودان فى بناء صناعة قطن ترتكز على خبراتها الناجحة فى صناعة النفط.
تجدر الاشارة إلى ان الصين حققت بالفعل نجاحا فى مساعدة السودان فى تحسين زراعة القطن. وفى منطقة الفاو بمدينة القضارف، على بعد 260 كم جنوب شرق الخرطوم، نجح مركز ابحاث قطن حديث، بتمويل من الصين، فى ادخال نوع جديد من بذور القطن عالية الجودة من الصين.
يذكر ان البذور التى اطلقت الحكومة السودانية عليها اسم "الصين 1" زادت بدرجة كبيرة من محصول القطن لكل 0.04 هكتار بمقدار 150 كيلو. وأصبحت البذور مشهورة جدا لدرجة ان نسبة 94 بالمئة من مزارعي القطن السوداني يزرعونها الآن، ويحققون متوسط 8400 جنيه سودانى (1259 دولار امريكى ) كدخل زائد لكل أسرة فى العام.
وفى اغسطس العام الماضي، وقعت الحكومة السودانية وشركات صينية على مذكرة تفاهم للسماح للشركات بزراعة مليون فدان من القطن فى السودان، بما فى ذلك 112000 هكتار فى الجزيرة، وهى ولاية سودانية تشتهر بزراعة القطن بكميات كبيرة.
وبالاضافة إلى زراعة القطن، فان الشركات الصينية تعتزم مساعدة السودان فى بناء مصانع نسيج وملابس جاهزة لاكمال سلسلة انتاج صناعة القطن.
وفى منطقة ري الرهد، تعاونت مجموعة شاندونغ الصينية للتعاون الاقتصادي والتقني مع مجموعة شاندونغ لوميان فى عام 2012 لاستثمار 50 مليون دولار فى بناء مزرعة حديثة تبلغ مساحتها 6667 هكتار لزراعة القطن ومعالجته.
وبمساعدة من وزارتي التجارة والزراعة الصينيتين، فان المزرعة تقوم بتدريب السودانيين على زراعة القطن والمعالجة الصناعية. وحتى الآن، فان مزرعة الرهد عقدت 4 دورات تدريب بموجب اتفاق لمدة ثلاثة أعوام مع برنامج الغذاء التابع للامم المتحدة.
وقال الجاز "حققنا نموذجا ملهما فى مجال صناعة النفط، والآن نتجه إلى تحويل الزراعة إلى نموذج آخر للتعاون بعد صناعة النفط. واننا على استعداد الآن لجعل مشروع الرهد نموذجا للتعاون فى مجال الزراعة."