رابطة "الحزام والطريق" للتعاون الاخباري والاعلامي>>أخبار الرابطة>>آخر التطورات

تشنغدو: المدينة التي تعمل على ربط العالم بأقصى سرعة

2019-11-01 16:03:28    /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

1 نوفمبر 2019 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ وصل 15 صحفيا إلى ميناء تشنغدو الدولي للسكك الحديدية للتعرف عن قرب على عملية تشغيل قطار الشحن الرابط بين الصين وأوروبا "خط تشنغدو" وتطوير شبكة النقل المشتركة الدولية البرية والبحرية وذلك في إطار الدورة الثانية من ورشة العمل لرابطة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي.

يقع ميناء سكة حديد تشنغدو الدولي عند نقطة الإلتقاء الوطنية الإستراتيجية لتقاطع "الحزام الإقتصادي لطريق الحرير" و"الحزام الإقتصادي لنهر اليانغتسي" ويلعب دورا هاما في تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" وبناء "ممر النقل البري والبحري الدولي" لمدينة تشنغدو. هناك 12 قناة دولية محورية مشتركة للنقل بين السكك الحديدية والشحن البحري تشع من تشنغدو في الوقت الحاضر، وهي تربط 14 مدينة داخل حدود الوطن و26 مدينة خارجه وتغطي كافة بلدان الآسيان في الإتجاه جنوبا، وتصل إلى المناطق النائية في القارة الأوروبية غربا ومتاخمة للممر الإقتصادي الصيني المنغولي الروسي شمالا،وتشع اليابان وكوريا الجنوبية والأمريكتين شرقا، وهي تغطي بشكل أساسي البلدان والمناطق الواقعة في القارة الأوروبية والآسيوية.

بعد معرفة المزيد عن اتجاه قطار الشحن البري والبحري متعدد الوسائط من تشنغدو أشاد محمود محمد مدير تحرير اليوم السابع المصرية بهذا الإنجاز، وقال لصحيفة الشعب اليومية بأن خطوط النقل والمواصلات أحد أهم العوامل في تحقيق التنمية الاقتصادية، كما أنها من الممكن أيضا أن تكون عامل إفشال وإحباط للتنمية الاقتصادية، فما فائدة وجود سلع واستثمارات كبيرة، دون أن تتوافر لها فرص النقل والطرق إلى الأماكن التى تحتاجها. ويمكن أن تؤثر الخدمات اللوجستية على أسعار المنتجات والمواد الخام الصناعية، الأمر الذي يؤثر بدوره على مقياس نمو هذه الصناعات ويؤثر في النهاية على القدرة التنافسية الصناعية. بصفتها مدينة داخلية صينية، تمتلك تشنغدو شبكة مواصلات تمتد إلى جميع دول العالم، وبالتالي ساهمت هذه الشبكة ومما لا شك فيه بأن تصبح هذه المدينة جسرا للتواصل مع العالم الخارجي مما يؤدي إلى تعزيز التنمية الإقتصادية في الصين، وبالتالي مساعدة البلدان التي يمر منها قطار الشحن هذا والتي تركب قاطرة النمو الصيني من تحقيق التنمية المشتركة.

نظرا لكونه أكثر قطار شحن مستقر في كامل أنحاء البلاد، والوقت الذي يستغرقه هو الأقصر وترددات ربطه لأوروبا هي الأعلى، فإن قطار تشنغدو --- قطار الشحن الذي يربط الصين بأوروبا قام بـ31 رحلة في عام 2013 و460 رحلة سنة 2016 و858 في 2017 و1591 في 2018 بمعدل نمو سنوي بلغ 155%، ما مثل قرابة ربع الرحلات الإجمالية لقطارات الشحن على مستوى البلاد ليحتل بذلك المرتبة الأولى في الصين لمدة ثلاث سنوات متتالية.

يعتقد مصطفى أيلوب مؤسس ورئيس تحرير موقع مانداريم الموريتاني أن الصين استثمرت وضخت أموالا كبيرة في قطاع النقل من أجل تحسين ظروف معيشة المواطنين أولا والمساهمة في تنشيط الدورة الاقتصادية ثانيا، و في مدينة تشنغدو تم تنفيذ خطوط سكك حديدية مذهلة لربط الصين داخليا و بالخارج دعما للتبادل التجاري و خلق نوع من التوازن الاقتصادي بين مختلف الأقاليم الصينية، المواصلات في الصين بمختلف أنواعها برية و بحرية و طيران تشكل جزء أساسيا و سببا رئيسيا من أسباب نهضة الصين الاقتصادية لما تتمتع به من ديناميكية وجاهزية.

كما أنه مثل الشريان الكبير الذي يربط المدن المحلية بالمدن الأجنبية، ويدفع بالتجارة الصينية مع الخارج إلى آفاق أرحب، ويحقق "البيع والشراء على مستوى العالم" ليمكن بذلك الدول التي يعبرها والمتاخمة لخط سيره من التواصل فيما بينها وتطوير التعاون المشترك.

وقال علي رايا رئيس تحرير موقع "الصين بعيون عربية" بأن تشنغدو فاجأته. في السابق كان يعلم فقط بأن هذه المدينة هي موطن الباندا العملاقة لكنه لم يتوقع بأن تشنغدو تتمتع ببنية تحتية قوية للنقل والخدمات اللوجستية التي تشكل العامود الفقري للتقدم الاقتصادي في المدينة، حيث أنها تساهم بربط أنحاء المدينة ببعضها كذلك ربط هذه المدينة ببقية المناطق داخل المحافظة والبلد وصولاً إلى ربطها بدول العالم المختلفة، ومن هنا تعتبر مدينة تشنغدو من المدن السباقة في هذا المجال من خلال مطارها حيث تعمل على توسعته وتطويره بشكل دائم، كذلك محطة القطارات والميناء الجاف الذي يشكل نقطة أساسية في الانطلاق من الصين إلى أوروبا، ومراكز التعاون بين تشنغدو والعالم بما فيها مركز التعاون الصيني الأوروبي والذي يتخذ من المدينة مقراً له، إن تشنغدو تعتبر من أكثر البيئات جذباً للاستثمارات الخارجية لما فيها من مقومات بشرية وعمرانية وكونها عقدة مواصلات أساسية ومركزاً لوجيستيا مهماً وكل ذلك بفضل التخطيط السليم والعمل الجاد من قبل الحكومة المحلية بإشراف الحكومة المركزية.