أطفال قرية جبلية يغنون في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية ببكين

8 فبراير 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أقيم حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرين ببكين، مساء 4 فبراير الجاري. وخلال الحفل أنشد 44 طفلاً من أعماق جبال تايهانغ النشيد الأولمبي اليوناني بأصواتهم الملائكية المذهلة التي لامست مشاعر المشاهدين.

ينتمي هؤلاء الأطفال إلى "كورال مالانهوا " الذي يعود إلى مدرسة ابتدائية ريفية بمحافظة فوبينغ من مقاطعة خبي. وقد كانت محافظة فوبينغ مدرجة ضمن قائمة المناطق الفقيرة في الصين، حيث كان معدل الأراضي الصالحة للزراعة للفرد عند 0.96 مو (يساوي مو واحد نحو 0.067 هكتار) فقط.

مع ذلك، وفي مثل هذه المنطقة الجبلية الفقيرة، زُرعت بذرة الموسيقى في وقت مبكر جدا. حيث تعود البداية إلى عام 2004، حينما جاءت أستاذة متقاعدة تدعى دنغ شياولان إلى قرية مالان بمقاطعة فوبينغ لتعليم الأطفال الموسيقى، آملة في أن تُدخل الموسيقى البهجة على حياة الأطفال في قريتهم النائية.

قبل عشر سنوات، لم تكن محافظة فوبينغ تحتوي على طريق سريع واحد. لذلك كان على دنغ شياولان أن تستقل حافلات المسافات الطويلة في كل تذهب فيها إلى القرية. حيث تستغرق رحلتها ما يزيد عن 7 ساعات داخل التضاريس الوعرة، من أجل إعطاء درس في الموسيقى للأطفال.

وقد كانت سعادة دنغ شياولان لا توصف حينما اكتشفت بأن هؤلاء الأطفال الذين لم يدرسوا الموسيقى يمتلكون موهبة موسيقية عالية. ويؤدون الأغاني بشكل رائع بمجرد تعلّمها، ومع تقدّم الوقت، بات الأطفال يتعلمون بشكل أسرع ويغنون بشكل أفضل، وهو الشيء الذي جلب الكثير من السرور إلى قلب معلمتهم.

بعد ذلك، قرّرت المعلمة نقل جميع آلاتها الموسيقية، مثل الكامان والأورغن الإلكتروني والأكورديون، من بكين إلى القرية. وأصبحت تقيم ما يزيد عن نصف عام سنويا داخل القرية لمرافقة الأطفال في تعلّم الموسيقى. وواظبت على هذا العمل لمدة 18 سنة.

وبعد 18 عامًا أثمرت جهود المعلمة دنغ، وشعرت بفخر كبير حينما كانت تشاهد من مدارج ملعب عش الطائر كورال القرية يغني في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022. وأرادت أن تخبر أباها بأن "أبناء قرية مالان قد وصلوا إلى العالمية".

وتعد قرية مالان موطن ولادة "صحيفة الشعب اليومية"، حيث كانت تصدر تحت اسم "صحيفة جين تشاجي اليومية"، وقد ترأس تحريرها دنغ تو، والد دنغ شياولان.

ولدت دنغ شياولان في قرية يي جياتشوانغ بمحافظة فوبينغ عام 1943، وقد تربت أثناء طفولتها 3 سنوات في بيت إحدى القرويين. واليوم، استطاعت دنغ شياولان، البالغة من العمر 80 عامًا، أن تأخذ بيد أطفال هذه القرية الجبلية الصغيرة نحو العالم.

استطاعت المعلمة دنغ أن تغير مصير أبناء القرية من خلال الموسيقى. واليوم تخرجت الدفعة الأولى من طلابها في الجامعة، بينما لا تزال تحتفظ في بيتها بالعديد من الصور القديمة مع طلابها.

يذكر أن محافظة فوبينغ قد نزعت قبعة الفقر في عام 2020، بعد أن كان ما يزيد عن 50% من سكانها فقراء.