بكين 3 مارس 2022 (شينخوا) مع اقتراب انعقاد الدورتين السنويتين للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، تطرق خبراء عرب في نقاشاتهم إلى الأوضاع الاقتصادية في الصين والعالم وأشادوا على وجه الخصوص بجهود الصين في دفع إنعاش الاقتصادين المحلي والعالمي.
فقد ذكر ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية في المغرب، أن جائحة كوفيد-19 أحدثت درجات متفاوتة من التأثير على التنمية الاقتصادية للبلدان في جميع أنحاء العالم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الصين لم تنجح في التقليل من تأثير الجائحة وتمكين الانتعاش الاقتصادي السريع فحسب، بل حققت أيضا نموا مضطردا وحافظت على تنمية مستدامة ومستقرة.
وتابع بوشيبة قائلا إن هذا يرجع بالأساس إلى قدرات الإدارة الاقتصادية رفيعة المستوى للحكومة المركزية والحكومات على جميع المستويات تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وإجراءات الوقاية الفعالة التي تم اتخاذها منذ بداية تفشي الجائحة، ولم يكن عمل هذا ممكنا بدون الثقة العالية والمتبادلة بين الشعب الصيني والحكومة، والتي زادت من تماسك القوى الداخلية لتجاوز هذه المرحلة بأقل الأضرار، بل ومساعدة الدول الصديقة لتستعيد اقتصاداتها حيويتها.
ومن جانبه، رأى الخبير الاقتصادي المصري الدكتور وليد جاب الله أنه في ظل متغيرات كثيرة ومتسارعة يشهدها الاقتصاد العالمي، سواء التعافي من تداعيات كورونا أو الصراعات السياسية أو أسعار النفط المرتفعة، وما ينتج عنها من موجة تضخمية تضرب العالم ومن المتوقع أن تستمر لفترة يمكنها أن تؤثر في الاقتصاد العالمي بالكامل، سيكون من المهم مناقشة تلك التداعيات.
وقد أكد محمود ريا، مدير موقع ((الصين بعيون عربية)) الإخباري اللبناني، أن "هناك عوامل كثيرة أسهمت في هذا النجاح الذي يحققه الاقتصاد الصيني، على رأسها القاعدة الثابتة التي يستند إليها هذا الاقتصاد، والإجراءات الشاملة التي اتخذتها القيادة الصينية لتحفيز الاقتصاد من جهة، ولاحتواء آثار جائحة فيروس كورونا بنجاح كبير من جهة أخرى".
وقال إن الاقتصاد الصيني هو اقتصاد متنوع، تديره خطط منظمة وشاملة تضعها قيادة مؤمنة بالعمل لتحقيق مصالح الشعب، مستندة إلى معلومات واضحة وتقديرات واقعية ومنطقية، ويتم تنفيذها بدقة ومرونة وسعة أفق واستفادة قصوى من الإمكانيات والمتغيرات، كل هذا يؤدي إلى تحقيق معدلات نمو تعجز عنها الكثير من الاقتصاديات العالمية، الكبيرة منها والصغيرة.
ولدى إعرابه عن تفاؤله بإمكانية إنقاذ البيئة الاقتصادية العالمية من حالة الركود التي تهددها، أكد ريا أنه "في هذا العصر، صار يمكن القول، إنه طالما الاقتصاد الصيني بخير، فإن الاقتصاد العالمي هو بخير أيضاً" حيث أوضح أن الصين هي مصنع العالم، وتؤمن الكثير من الاحتياجات العالمية على صعد الصناعة والتكنولوجيا وغير ذلك، قائلا إنه عندما يسير الاقتصاد الصيني صعوداً فإنه يقود معه الكثير من الاقتصاديات العالمية، في الدول الكبرى والصغرى على حد سواء.
وأضاف أن المعارض التجارية المختلفة التي أقامتها الصين، على الصعيدين الإقليمي والدولي، نجحت في خلق حركة تجارية واسعة النطاق، من خلال تصدير السلع الصينية إلى الخارج بأفضل جودة وأنسب الأسعار، وكذلك من خلال استيراد سلع وبضائع أجنبية بعشرات المليارات من الدولارات، منوها إلى أن هذا يشكل إضافة حيوية جدا لاقتصاديات الكثير من دول العالم.
وفي نفس السياق، سلط بوشيبة الضوء على أن الصين "زودت العالم بعدد كبير من المنتجات الضرورية، وفي الوقت نفسه، ساهمت أيضا في توفير سوق استهلاكي ضخم لشركائها، مكَّن من تقليص العجز التجاري، وخلق فرص العمل، وبالتالي تحفيز تنمية الاقتصاد العالمي".
وبالإضافة للإجراءات التحفيزية التي اتخذتها الحكومة الصينية، لعب معرض شانغهاي الدولي للاستيراد دورا مهما في تحفيز الواردات الصينية، كما فتح أبوابا جديدة للعديد من الدول العربية لولوج السوق الصينية من أوسع الأبواب واستقطاب الاستثمار الصيني، حسبما ذكر بوشيبة.
وبالنسبة للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي، أكد بوشيبة أنه دخل مرحلة التعميق الشامل، فيما يتواصل تعزيز الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية والارتقاء بها، مضيفا أنه في عام 2021، حققت العديد من الدول العربية مستويات ملحوظة من التبادلات التجارية مع الصين وشوهد نمو كبير في صادراتها نحو السوق الصينية، ما يشير إلى أن الواردات والصادرات الصينية العربية حققت نموا ثنائي الاتجاه.
كما تطرق إلى قيام الصين بضخ استثمارات مهمة في العديد من الدول العربية في مجالات الطاقة الجديدة والزراعة الحديثة والموارد المائية والسياحة وغيرها من المجالات، معربا عن أهمية ذلك في إعطاء دفعة كبيرة لنقل التكنولوجيا وتعزيز الارتقاء بالسلسلة الصناعية في الدول العربية وكذا إرساء أساس لتحقيق تعاون طويل الأمد ومستدام.