بغداد 4 يونيو 2022 (شينخوا) أقامت جمعية الصداقة العراقية الصينية مساء يوم السبت احتفالا بمناسبة عيد قوارب التنين الصيني لمشاركة أصدقائهم الصينيين العيد ولإظهار مدى التقارب بين الشعبين، وعكس الاحتفال قوة الصداقة بينهما والتي تمتد لفترات زمنية طويلة.
بدأ الاحتفال الذي حضره السفير الصيني لدى العراق تسوي وي وطاقم السفارة وممثلون عن الشركات الصينية في العراق وممثلون عن الحكومة العراقية بعزف النشيد الوطني لكلا البلدين ثم تم تقديم عرض للأزياء الفلكلورية العراقية ومعزوفات وأغاني من التراث العراقي.
وقدم أحد الصينيين في الاحتفال عزفا موسيقيا تفاعل معه الحضور ما دفع مجموعة من الشباب العراقيين وطفل من الذين يتكلمون اللغة الصينية واثنين من الصينيين العاملين في العراق إلى الصعود على خشبة المسرح وشاركوا في تقديم أغنية صينية تتناسق مع العزف، الأمر الذي نال إعجاب الحاضرين واُستقبل بتصفيق حار.
وتزامن الاحتفال بعيد قوارب التنين الصيني مع الذكرى السنوية الرابعة لتأسيس جمعية الصداقة العراقية الصينية.
وقال حيدر الربيعي، رئيس جمعية الصداقة العراقية الصينية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أردنا (من خلال هذه الاحتفالية) نقل الإنسانية والحب والفلكلور الصيني إلى الشعب العراقي وفي نفس الوقت نقلنا الفلكلور العراقي إلى الشعب الصيني".
وعن خطط الجمعية المستقبلية بخصوص زيادة التبادل الثقافي، قال الربيعي "نسعى للحصول على موافقة الحكومة الصينية على فتح معهد كونفوشيوس في بغداد لتعليم اللغة الصينية، ونسعى إلى إدخال تعليم اللغة الصينية في الجامعات الحكومية نظرا لأهمية اللغة الصينية".
وأعرب عن أمنياته بزيادة التبادل الثقافي والتجاري مع الصين "لأن الشعب الصيني هو شعب محب للعالم، وبالأخص هو شعب محب للعراق والعراقيين".
ويعد عيد قوارب التنين التقليدي الصيني مناسبة لإحياء ذكرى الشاعر الوطني العظيم تشيو يوان الذي انتحر بإلقاء نفسه في النهر قبل أكثر من ألفي سنة لاستنهاض همم أبناء وطنه في مقاومة الأعداء، بعد أن باءت محاولاته لتحذير الأمبراطور من غزوهم بالفشل، وتعبيرا عن احتجاجه وحزنه لتمكن الأعداء من اقتحام المملكة.
وتقول الأسطورة إنه بعدما علموا بوفاة الشاعر، تسابق السكان المحليون بالقوارب للعثور على جثته في النهر ونثروا الأرز في الماء على أمل أنه سيصرف الأسماك عن التهام جسد تشيو، ويصادف في اليوم الخامس من الشهر الخامس من كل سنة حسب التقويم القمري الصيني.
وعن مشاركته في هذا الاحتفال، قال وانغ لي تسي هاو، وهو موظف في مجموعة شانغهاي إليكترك فرع العراق "عندما شاركت في مهرجان قوارب التنين في العراق الذي يبعد آلاف الأميال عن بلادي، شعرت بالدفء".
وتابع قائلا "في هذا المهرجان تطوعت لتعليم الأصدقاء العراقيين كيفية صنع الطعام الصيني التقليدي مثلثات الأرز (تسونغتسي)"، مضيفا "شعرت بالشوق والحنين والحب الكبير لمسقط رأسي عندما كنت أقوم بطي وتغليف مثلثات الأرز".
من جانبه، قال سجاد القزار، هو شاب عراقي يدرّس اللغة الصينية في المعهد التابع لجمعية الصداقة العراقية الصينية، إن "مهرجان قوارب التنين من أهم المهرجانات التقليدية في الصين، ونريد أن يتعرف الشعب العراقي على هذا المهرجان ولماذا يأكل الصينيون (تسونغتسي) خلال المهرجان وكيف تتم صناعة (تسونغتسي)"، مضيفا "أعتقد أن قصة تشيو يوان مؤثرة جدا".
وأكد أن الصداقة بين العراق والصين عميقة ولها تاريخ طويل، معربا عن اعتقاده بأهمية زيادة أنشطة التبادل الثقافي حتى يتمكن المزيد من العراقيين من فهم الثقافة التقليدية الصينية كونها ثقافة واسعة وعظيمة.
وذكر أن "الصين دولة قوية وكثير من رجال الأعمال العراقيين يتنقلون ذهابا وإيابا بين العراق والصين، ومن الضروري إتقان اللغة الصينية، لذلك تعمل جمعية الصداقة العراقية الصينية على زيادة الاطلاع على الثقافة الصينية وتعليم اللغة الصينية".