رابطة "الحزام والطريق" للتعاون الاخباري والاعلامي>>الأخبار>>آخر الأخبار

تعليق: المقترح الصيني من أجل حماية الأمن والسلام العالميين

2022-06-10 13:32:12    /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
تعليق: المقترح الصيني من أجل حماية الأمن والسلام العالميين
في 16 يونيو 2021، مُنح جميع ضباط وجنود الدفعة التاسعة عشرة من قوات حفظ السلام الصينية في لبنان وعددهم 410 ضابط وجندي "ميدالية السلام" من الأمم المتحدة. تصوير ليو هاوي

لم ينقشع ضباب الوباء من سماء البشرية منذ 3 سنوات، بينما مثلت أزمة أوكرانيا مصدر تصعيد جديد في الساحة الدولية. وظهرت العديد من التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية الواحدة تلو الأخرى، وتعززت عقلية الحرب الباردة. وبات السلام والتنمية يواجهان تحديات قاسية، فيما يشهد عدد هائل من البلدان النامية مخاطر أمنية أساسية مثل ارتفاع أسعار النفط ومخاطر التضخم وأزمات الغذاء. وتواجه الحقوق الأساسية للشعوب والتنمية الاقتصادية معوقات هيكلية.

وبصفتها دولة كبرى مسؤولة، تضطلع الصين بدور نشط في السلام والأمن العالميين. وفي 21 أبريل من العام الحالي، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة في حفل افتتاح المؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي 2022، اقترح فيها لأول مرة مبادرة الأمن العالمي. حيث تجيب هذه المبادرة الرئيسية بوضوح على سؤال العصر حول "أي مفهوم أمني يحتاج العالم، وكيف تحقق مختلف الدول الأمن المشترك"، مما مثل مقترحا صينيا من أجل مجابهة التحديات الأمنية الدولية.

البشرية هي جسد أمني لا يتجزأ، وعلى جميع الدول أن تسير على نفس الطريق المؤدي للأمن المشترك والمفيد لجميع الأطراف. إذ لا يمكن لبلد أن يحقق أمنه دون التفكير في أمن الآخرين، ولا يمكن أن يقوم أمنه على تقويض أمن الدول الأخرى. ولذلك فإن مبادرة الأمن العالمي، تمثل طرحا مليئا بالدلالات، بفضل تأكيدها على احترام وضمان أمن جميع الدول، وتنسيق الحفاظ على الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية، وتعزيز أمن الدول والمنطقة من خلال الحوار والتعاون، والتركيز على المساواة في التنمية والأمن من أجل تحقيق الأمن الدائم.

وتلتزم الصين بمراعاة أسس التنمية السلمية والتعاون المربح للجانبين. حيث تعد الصين ثاني أكبر مساهم في حفظ السلام في الأمم المتحدة وأكبر مساهم بقوات حفظ السلام بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. وفيما يتعلق بالقضية الأوكرانية، تتمسك الصين بموقف موضوعي وعادل، حيث تعمل جاهدا على دفع السلام من خلال من المحادثات والإجراءات العملية. كما بذلت الصين ما في وسعها من أجل سد "فجوة التحصين" وضمان توافر اللقاحات والقدرة على تحمل تكاليفها في البلدان النامية. وحتى الآن قدمت لقاحات لأكثر من 120 دولة ومنظمة دولية، وأكثر من 2.1 مليار جرعة لقاح، وستستمر في تقديم 600 مليون جرعة لإفريقيا.

للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، على الدول المعنية أن تتخلّى عن عقلية الحرب الباردة، التي باتت اليوم خارج الزمن. حيث تعود العديد من القضايا الأمنية في عالم اليوم، إلى سياسات الهيمنة التي تتبعها بعض الدول. بينما تؤكد مبادرة الأمن العالمي على احترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام مسار التنمية والنظام الاجتماعي الذي تختاره مختلف الشعوب لأنفسها. والالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتخلي عن ممارسات الحرب الباردة، ومعارضة الأحادية، وعدم الانخراط في سياسة التكتّلات والمواجهة بين المعسكرات. وإيلاء المخاوف الأمنية لمختلف البلدان الاهتمام الكافي، والتمسك بمبدأ عدم تجزئة الأمن، وبناء توازن أمني فعال ومستدام. ومعارضة تأسيس الأمن المحلي على حساب هدم الاستقرار الأمني في الدول الأخرى. حيث تؤكد مبادرة الأمن العالمي، على أن الأمن عالمي ومنصف وشامل، ويجب أن يُبنى على أساس الاحترام المتبادل بين البلدان والامتثال المتبادل للنظام الدولي القائم على الأمم المتحدة والقانون الدولي.

ومن أجل هذا كلّه، ستعمل الصين مع جميع القوى التقدمية في العالم لتعزيز تنفيذ مبادرة الأمن العالمي، وستساهم بحكمتها وقوتها في تعزيز الحلول السياسية لمختلف القضايا الدولية والإقليمية الساخنة والحفاظ على السلام والاستقرار في العالم.