رابطة "الحزام والطريق" للتعاون الاخباري والاعلامي>>الأخبار>>أخبار الصين

المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني : الصين ستواصل بناء إقتصادها من خلال الإبتكار و التحديث و التنمية العالية الجودة

2022-11-29 14:04:00    /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني : الصين ستواصل بناء إقتصادها من خلال الإبتكار و التحديث و التنمية العالية الجودة

بقلم : لطفي مقدم

إعلامي جزائري مقيم في الصين

انعقد مؤخراً المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، الذي شكل نقطة اختراق جديدة ذات قيمة مضافة عالية جدا وصل إليها الحزب الشيوعي الصيني في مسيرته منذ نشأته في سنة 1921، وتفانى في العمل لأكثر من قرن على تغير حياة الشعب الصيني وعلى بناء صين قوية، منفتحة وحديثة. كما استطاع الحزب الشيوعي الصيني قيادة الصين في العقد الاخير تحت قيادة الامين العام شي جين بينغ السير على طريق الحوكمة ذات الخصائص الصينية، والقيم العالية تطمح العديد من الدول التي تسير في طريق النمو والتي تعاني من تنمية غير متوازنة او منعدمة أن تستفيد من التجربة الصينية في مجال الحوكمة وصناعة السياسات الإنمائية وخاصة في هاته الفترة التي تواصل الصين فيها الإنفتاح والتشارك والتضامن مع شعوب المعمورة، كدولة كبيرة تتحمل مسؤوليتها أمام البشرية وأمام التاريخ بعيدا عن عقلية الهيمنة وفكرة القوى الإستعمارية التقليدية التي عملت على عرقلت التنمية في مستعماراتها القديمة.

تعيش الإنسانية في عالم تتسارع وتتعقد فيه الاحداث الدولية أكثر من اي وقت مضى، تعيش الدول والأمم على اعصابها وسط حالة عدم اليقين التي تتسم بها الاوضاع الجيو سياسية المحتقنة والاقتصادية المقلقة والإنمائية الغير متوازنة والإنسانية المتدهورة و البيئية السيئة، هذا ما يضعنا اليوم أمام إعادة تكوين حضاري جديد للعالم و منه إعادة تنظيم غير مسبوق على جميع الاصعدة منها، الدبلوماسية و الاقتصادية و المالية و الطاقوية أو بصيغة اخرى إعادة النظر في الحوكمة العالمية. ولقد شكل المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني منارة جذبت انظار كل العالم في فترة الريبة هذه، التي يشهد فيها النشاط الإقتصادي تباطؤا واسعا فاقت حدته كل التوقعات، مع تجاوز معدلات التضخم مستوياتها المسجلة خلال عدة عقود سابقة. وتلوح في الآفاق أعباء ثقيلة من جراء أزمة تكلفة المعيشة، وتشديد الأوضاع المالية في معظم المناطق، واستمرار جائحة كوفيد-19. وتشير التنبؤات إلى تباطؤ النمو العالمي من 6,0% في عام 2021 إلى 3,2% في عام 2022 ثم 2,7% في عام 2023، فيما يمثل أضعف أنماط النمو على الإطلاق منذ عام 2001 باستثناء فترة الأزمة المالية العالمية والمرحلة الحرجة من جائحة كوفيد-19.

على ضوء ما سبق، أعطى المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني ضمانات سمعها العدو قبل الصديق بان الصين سوف تمضي قدما من أجل بناء الصين الحديثة بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وبروئية منبعثة من مصلحة الشعب الصيني في المقام الأول، فالمعارك التي فاز فيها الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني خير دليل على ذلك، فمن معركة البناء والتشيد والنهوض الاقتصادي والاصلاح والانفتاح والقضاء على الفقر والقضاء على الفساد ومعركة العصر ضد وباء كوفيد-19 الذي ارهبت العالم و سيطرت الصين على الجائحة من أجل حياة الشعب في المقام الاول بعيدا عن اي متجارة في ذلك وعمل الوقاية الذي مازلت تقوم به من خلال السياسات المركزية و المحلية المتخذة (صفر كوفيد). فرغم تاثير الجائحة على الاقتصاد الكلي لكنه تمكن من التعافي والصمود من أجل مواصلة أدائه كقاطرة الإقتصاد العالمي بكل إستحقاق من خلال سلاسل الإنتاج والمنصات اللوجيستية واستعمال التكنولوجيا المتفوقة وفي مقدمتها البيانات الكبيرة الذكاء الإصطناعي والجيل الخامس وكل هذا عبر مايعرف بالثورة الصناعية الرابعة، حيث إستطاعت الصين الصمود وتحمل الضغوط الخارجية والداخلية على اقتصادها في ضرف صعب، بل واكثر من ذلك، فقد إستطاعت إبتكار وايجاد الطاقة الاقتصادية الكامنة في العديد من القطاعات وعلى رأسها الخدمات و الصحة والاقتصاد الرقمي.

لقد أكد المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني على تطبيق الفكر التنموي الجديد القائم على الابتكار والتناسق والإستدامة والانفتاح و التشارك والمضي قدما في تسريع تشغيل نمط تنموي جديد يتخذ الدورة الاقتصادية الكبرى المحلية جوهره وفي نفس الوقت يعزز التبادل بين دورة الإقتصاد المحلي والدولي للدفع بالتنمية العالية الجودة، والاقتصاد الصيني إلى تحقيق تنمية أعلى جودةً وفعاليةً وأكثر عدالةً واستدامة وسلامة. وتساهم هذه التعديلات والتكميلات، و التي تتفق مع الترتيبات الإستراتيجية لأعمال الحزب والدولة، لمواصلة كتابة بأحرف من ذهب تطور الإقتصاد الصيني وإبتكاره في سجل تاريخ المعجزات الصينية في العصر الجديد بمنجزات تنموية حديثة.

إن الإشارة البالغة الأهمية التي أطلقها المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصين، أن الصين ستواصل بناء إقتصادها مستخدمتا الإبتكار و التحديث و التنمية العالية الجودة من أجل صياغة نمط جديد للتكامل الإقتصادي يتوافق مع الحلم الصيني في تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية في العصر الجديد، وتقاسم الخبرات والفوز المشترك وتحمل مسؤوليتها كدولة كبيرة وبناء نظام اقتصادي عالمي بعيد عن الهيمنة والتبعية الاقتصادية روحه الفوز المشترك والتنمية للجميع .