شركات صناعة السفن الصينية حصلت على أكثر من نصف طلبات الشراء العالمية خلال العام الحالي

4 ديسمبر 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أظهرت بيانات صادرة حديثا عن وكالة "كلاركسونز" البريطانية، المتخصّصة في تحليل صناعة السفن والشحن البحري، أن طلبات السفن العالمية الجديدة خلال الـ 11 شهرا الماضية من العام الجاري قد بلغت 1746، وقد غنمت الشركات الصينية نصيب الأسد من عدد الطلبات، لتحصل على 995 طلبًا جديدًا، فيما حلّت الشركات الكورية في المركز الثاني بـ 201 طلب.

وذكرت صحيفة "سنترال ديلي نيوز" الكورية الجنوبية أن شركات صناعة السفن الصينية، قد حافظت على المركز الأول في الحصول على طلبات شراء السفن للعام الثالث على التوالي. ونقلت صحيفة "يونغنام إلبو" الكورية الجنوبية عن خبراء قولهم إن شركات صناعة السفن الكورية الجنوبية تعتقد بأنها تتقدم على نظيراتها الصينية بفجوة ثلاثة أعوام. لكن الواقع يظهر بأن الشركات الصينية بصدد تجاوز الشركات الكورية. ولا تزال الشركات الكورية تتمتع بميزة واحدة فقط، تكمن في ناقلات الغاز الطبيعي المسال العملاقة، لكن رغم ذلك فإن الصين ستلحق بها قريبا.

وفي 4 نوفمبر 2023، قامت شركة "واي قاو تشياو" لبناء السفن بتسليم السفينة السياحية العملاقة "أدرا ماجيك"، وهي أول سفينة من نوعها صينية الصنع. مما يعني بأن الصين قد تمكنت أخيرا امتلاك "الدّرر الثلاث" لصناعة السفن، وهي حاملات الطائرات، وناقلات الغاز الطبيعي المسال العملاقة، والسفن السياحية الكبيرة.

في هذا الصدد، قال يي قوه وي، مدير مكتب شركة "واي قاوتشياو" لبناء السفن السياحية، في مقابلة سابقة مع الصحفيين، إن صناعة السفن في الصين قد بلغت مرحلة تطور غير مسبوقة. حيث امتلكت السلسلة الصناعية الأكثر اكتمالاً في العالم، وباتت تتمتع بقدرات قوية في مجال البحث والتطوير، إضافة إلى قدرات التجميع النهائي والبناء.

وفي مقابلة صحفية، قال باي مينغ، الباحث في معهد بحوث وزارة التجارة، إن التطّور السريع لصناعة السفن في الصين يرجع إلى تطور الصناعة التحويلية والتقدم التكنولوجي المستمر. مضيفا بأن صناعة السفن تحتاج إلى كثافة تكنولوجية عالية ووفرة العمالة، مما يعزّز أفضلية الصين في هذا المجال.

ناقلة الغاز المسال الضخمة بحجم 93000 متر مكعب تم تطويرها وتصميمها وبناؤها بشكل مستقل من قبل شركة جيانغنان لبناء السفن في شنغهاي

"بالإضافة إلى ذلك، صناعة السفن تحتاج إلى العديد من الأجزاء، وسلاسل التوريد الطويلة، والترابط الصناعي. وتطوّر تكنولوجيا صناعة السفن وقدرات التصميم في الصين، أصبحت أفضلية الصين الصناعية أكثر وضوحا، مما أكسبها مكانة أفضل في سلسلة التوريد ودفع بتطوير السلسلة الصناعية"، يقول باي مينغ.

وسجّلت عمليات الشحن البحري ذات الصلة بصناعة السفن نموا ملفتا، مستفيدة من تطور صناعة السفن في الصين. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصادرة في هونغ كونغ أن بيانات من الصين ومنظمة التجارة العالمية أظهرت أن قيمة واردات وصادرات الصين من البضائع عن طريق البحر قد شكلت 53% من إجمالي تجارة الصين في عام 2020، وهو رقم يفوق قيمة النقل الجوي والبري مجتمعين.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الصين 7 موانئ من بين أكبر عشرة موانئ للحاويات في العالم. ويعدّ ميناء شانغهاي ميناء الحاويات الأعلى إنتاجية في العالم، فيما يعد ميناء نينغبو-تشوشان أضخم ميناء من حيث سعة البضائع. كما تعد الصين أكبر منتج عالمي للحاويات. حيث تظهر بيانات شركة الاستشارات البريطانية دروري، أن الصين تنتج أكثر من 96% من حاويات البضائع الجافة في العالم و100% من حاويات التحكم في الحرارة.