شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي

شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي>>الأخبار>>أخبار الصين

مقالة: 13.42 مليون طالب صيني يخوضون امتحان الالتحاق بالجامعات وسط تنافس شرس

2024-06-11 09:42:26    /مصدر: شينخوا/

بكين 8 يونيو 2024 (شينخوا) مع الهطولات المطرية الخفيفة التي خففت من حرارة الصيف في بكين صباح يوم الجمعة الماضي، وفي جو معتدل ومنعش، شقّ عشرات الآلاف من الطلاب طريقهم إلى مواقع الامتحان الوطني للالتحاق بالجامعات في الصين لعام 2024.

ووفقا لإشعار صادر عن حكومة بلدية بكين، اتخذت السلطات المعنية تدابير لتجنب الضوضاء في مواقع الامتحان البالغ عددها 105 مواقع بالمدينة خلال فترة الامتحان التي تستمر أربعة أيام، حيث صدرت توجيهات باتخاذ مسارات التفافية للحافلات العامة وتعليق أعمال البناء.

وبدأ إجمالي 13.42 مليون من الشباب في جميع أنحاء الصين يوم الجمعة الماضي خوض امتحان الالتحاق بالجامعات لهذا العام، والذي يُعرف أيضا باسم "قاوكاو" حسب اللغة الصينية. وكشفت وزارة التربية والتعليم أن هذا العدد يسجل رقما قياسيا منذ استئناف الامتحان في الصين في عام 1977، كما يمثل زيادة قدرها 510 آلاف طالب مقارنة بالعام الماضي.

وعانقت ليو جين هوان التي كانت ترتدي فستانا أحمر، ابنتها بشدة ثم شاهدتها وهي تسير نحو موقع الامتحان داخل مدرسة بكين 101 المتوسطة في حي هايديان بشمال غربي بكين.

وقالت ليو: "اخترت هذا الفستان أملا ببداية ميمونة في اليوم الأول لامتحان ابنتي. أعتقد أن المشاركة في قاوكاو تعد تجربة رائعة للشباب مثل ابنتي، حيث يُعدّهم لتعلم كيفية مواجهة التحديات المستقبلية في الحياة".

ويعتبر "قاوكاو" حاسما بالنسبة للشباب الصيني، حيث تحدد نتائجه خيارات قبولهم بالجامعات وحتى تشكيل آفاق حياتهم المهنية.

وفي العام الجاري، أدخلت سبع مناطق على مستوى المقاطعات وهي: هيلونغجيانغ وقانسو وجيلين وآنهوي وجيانغشي وقويتشو وقوانغشي تغييرات على الامتحان. فبالإضافة إلى الامتحان الوطني الموحد للمواد الرئيسية الثلاث، وهي اللغة الصينية والرياضيات واللغة الأجنبية، يُسمح للطلاب في هذه المناطق بالاختيار بين مادتي الفيزياء والتاريخ في الامتحان، واختيار مادتين من بين المواد الأربعة الأخرى وهي: الأيديولوجيا والسياسة، والجغرافيا والكيمياء والبيولوجيا.

وفي الوقت نفسه، سيحتاج الطلاب في بكين بعد يومين من الامتحان الوطني الموحد للمواد الثلاث الرئيسية إلى إجراء امتحانات في ثلاث من المواد الستة الأخرى وهي: الأيديولوجيا والسياسة، والتاريخ والجغرافيا والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا.

قواعد عادلة

شهد معدل القبول بالجامعات في الصين ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة. ومع ذلك، لا يزال امتحان "قاوكاو" الذي يعتبر أكبر امتحان من نوعه في العالم معروفا على نطاق واسع باعتباره أحد أصعب امتحانات القبول بالجامعات على مستوى العالم.

وعلى الرغم من شدة الضغط، إلا أنه يعتبر عادلا لأولئك الذين يدرسون باجتهاد، حيث يكافئهم بدرجات جيدة وإمكانية الوصول إلى مؤسسات التعليم العالي في البلاد.

لقد أظهرت الحكومة الصينية والمجتمع بأسره عزما كبيرا على ضمان عدالة "قاوكاو".

وبالنسبة للطلاب ذوي الإعاقة وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، تم توفير متطلبات خاصة تضمن خوضهم الامتحان، وتشمل إنشاء أوراق امتحانات بطريقة برايل لـ15 ممتحنا من ذوي الإعاقة البصرية في 11 منطقة على مستوى المقاطعات. والجدير بالذكر أن الدعم متاح لأكثر من 11 ألف ممتحن من ذوي الإعاقة في العام الجاري، وفقا للسلطات ذات الصلة.

ولضمان عدالة الامتحان، تطلق أقسام الشرطة حملة ضد الغش بكافة أشكاله، بدءا من تقديم أوراق الامتحان أو الإجابات قبل الامتحانات وحتى إرسال الإجابات للطلاب عبر الأجهزة اللاسلكية أثناء الامتحانات. أما أولئك الذين يثبت تورطهم بالغش أثناء الامتحان فإنهم يتعرضون لخطر تجريدهم من مؤهلات الالتحاق بالجامعات لفترات تتراوح من سنة إلى ثلاث سنوات.

وبالانتقال إلى مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، تُستخدم التكنولوجيا المتقدمة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي للتحقق من الغش في الامتحانات.

ولا يمكن لجميع الممتحنين دخول مواقع الامتحان في قوانغدونغ إلا بعد اجتياز فحصين يستخدمان أجهزة الكشف وآخر عند المرور عبر منفذ أمن آلي، وكلها مصممة للكشف عن الأجهزة الإلكترونية.

وفي الوقت نفسه، يتم استخدام أنظمة الفحص الذكية لمراقبة أماكن الامتحانات في المقاطعة، حيث يتم أيضا استخدام معدات حجب إشارات الراديو لمنع الغش.

دعم اجتماعي

المجتمع الصيني، المشهور بتثمينه لتعليم الشباب، يتم حشده بحماسة لتقديم يد العون للممتحنين في امتحان "قاوكاو".

وخارج موقع الامتحان بمدرسة بكين 101 المتوسطة، انتشرت شرطة المرور في الشارع في وقت مبكر من الساعة السادسة صباح يوم الجمعة الماضي للمساعدة في تسهيل الحركة وتقليل تدفق المركبات والمشاة، نظرا لوجود المدرسة بالقرب من الموقع السياحي الشهير "القصر الصيفي" علاوة على جامعة تسينغهوا وجامعة بكين.

أما أهالي الممتحنين فقد انتظروا بصبر وهدوء خارج المدرسة، التي أعدت لهم مظلات واقية ومقاعد على الرصيف لتخفيف عنائهم خلال فترة الامتحان.

وفي شانغهاي، بدأت أربعة مراكز رئيسية لإرسال سيارات الأجرة في وقت مبكر من الأول من يونيو قبول حجوزات سيارات الأجرة للطلاب المشاركين في الامتحان.

كما شاركت مديرية الأمن العام بمقاطعة لياونينغ في شمال شرقي الصين بنشاط في مساعدة الطلاب، حيث نصبت أكشاك خدمة في مواقع الامتحان لتوفير خدمة التحقق من الهوية في الموقع في حالة فقدان ممتحني "قاوكاو" لبطاقات الهوية الخاصة بهم أو فيما لو كانت قد تعرضت للتلف قبل الامتحان.

وبالإضافة إلى ذلك، قامت مركبات الشرطة بالدوريات في الشوارع لتقديم المساعدة لممتحني "قاوكاو" في حالة حدوث اختناق مروري وحالات الطوارئ الأخرى التي قد تمنعهم من أداء الامتحان.

ولحسن الحظ، لم يعد امتحان "قاوكاو" الخيار الوحيد للشباب في الصين الذين يسعون إلى متابعة التعليم العالي.

وحول ذلك، قال كانغ يوي هان وهو طالب في السنة النهائية بالمدرسة الثانوية في لياونينغ: "لقد اجتزت امتحان الالتحاق بمعهد لياونينغ المهني للنقل بالسكك الحديد في شهر أبريل لدراسة التصنيع الميكانيكي والأتمتة".

يشعر كانغ أن خبرة المعهد المهني ستُرجح كفته في تأمين فرص عمل أفضل في قطاع السكك الحديد المزدهر في البلاد.

وفي هذا السياق، تتخذ المعاهد المهنية العليا التي تشهد حاليا ازدهارا في الصين، قرارات مستقلة فيما يتعلق بقبول الطلاب. فقد تم إجراء امتحانات الالتحاق بهذه المعاهد قبل امتحان "قاوكاو". وفي لياونينغ التي تعتبر مركزا رئيسيا للتصنيع، تم قبول إجمالي 54 ألف طالب بالمدارس الثانوية في مثل هذه المعاهد المهنية في أبريل 2024.