بكين 11 أغسطس 2024 (شينخوا) مع ارتفاع درجات الحرارة في ذروة الصيف، حفزت "الحاجة إلى التبريد" إمكانات الاستهلاك بين المواطنين الصينيين، فمن زيادة مبيعات منتجات الحماية من الحرارة والإقبال على الأنشطة في الأماكن المغلقة إلى حماسة السياحة في المنتجعات الصيفية، خلقت المنتجات والخدمات المبتكرة ذات الخصائص الصيفية حيوية جديدة في السوق الاستهلاكية، ما يضخ زخما جديدا للنمو الاقتصادي في البلاد.
زيادة مبيعات المنتجات الواقية من الحرارة
في أحد المتاجر الكبيرة للأجهزة الكهربائية في حي تشاويانغ ببكين، وضعت الأجهزة المنزلية مثل مكيفات الهواء والمراوح والثلاجات والمجمدات في المواضع الأمامية البارزة، وعلقت يافطة إعلانية مكتوب عليها "برودة الصيف في متناول يدك"، ما جذب توافدا مستمرا للعملاء.
وقال أحد موظفي بيع مكيفات الهواء: "إن فترة الذروة لمبيعات مكيفات الهواء بدأت في شهر يونيو، وقد تضاعف عدد العملاء في يوليو مقارنة بالشهر الأسبق". ومن جانبه، قال عامل تركيب مكيفات الهواء ولقبه تشاو، إن حجم الأعمال آخذ في الازدياد، مضيفا "لقد قمت بتركيب 88 مكيف هواء في الـ20 يوما الماضية، وبالأمس قمت بتركيب ثمانية مكيفات هواء".
وخلال الفترة الأخيرة، أطلقت العديد من المناطق جولة جديدة من العروض الترويجية، مثل الخصومات وكوبونات التسوق واستبدال السلع القديمة بأخرى جديدة، من أجل إطلاق العنان لإمكانات الاستهلاك. تظهر بيانات شركة التجارة الإلكترونية العملاقة "جي دي. كوم" أن مبيعات مكيفات الهواء زادت بأكثر من 400 في المائة على أساس شهري في يونيو الماضي.
بالإضافة إلى أجهزة التبريد، فإن المنتجات الواقية من الشمس حظيت بشعبية كبيرة أيضا. في النهار، وخاصة أوقات الظهيرة، يمكن رؤية المواطنين في الشوارع وهم "مسلحون" بشكل كامل بالمظلات والقبعات والملابس الواقية من أشعة الشمس. وتظهر بيانات متاجر "سونينغ.كوم" أنه منذ شهر يوليو الماضي، زادت مبيعات الأكمام والملابس والقبعات والمظلات وغيرها من المنتجات المتخصصة للوقاية من أشعة الشمس بأكثر من 200 في المائة على أساس سنوي.
وقالت ليو، إحدى المتسوقات بالمتجر: "تتمتع العديد من الملابس الواقية من الشمس بأقمشة ذات ملمس رائع وطرازات محسنة، ما يجعلها مريحة وجميلة المظهر"، مضيفة: "منذ بداية الصيف هذا العام، اشتريت العديد من هذه الملابس ذات أشكال وألوان مختلفة، والتي تروق لأسلوب حياتي اليومية".
الاصطياف من خلال أنشطة متنوعة في الأماكن المغلقة
قال الشاب لوه من بكين: "إن السهر في حانة صغيرة بأحد الأزقة في ليالي الصيف واحتساء مشروب بارد أثناء مشاهدة الألعاب الأولمبية أصبح موضة جديدة". مضيفا أنه بعد حلول الصيف، اعتاد على البقاء في المنزل أثناء النهار والخروج ليلا.
وقال نادل في مطعم شواء في حي دونغتشنغ ببكين: "خلال العطلة الصيفية التي تصادف الألعاب الأولمبية لهذا العام، تضاعف عدد العملاء الذين يأتون إلى هنا ليلا لتناول الطعام ومشاهدة الألعاب في نفس الوقت، نحن مشغولون بالعمل حتى منتصف الليل كل يوم".
أصبح التزلج على الجليد والثلوج وغيرها من الأنشطة الترفيهية في الأماكن المغلقة أنشطة مفضلة جديدة لدى العديد من المواطنين.
في حلبة التزلج في مركز "باراديز والك تشانغيينغ" للتسوق في حي تشاويانغ، قالت السيدة لي: "مع درجة حرارة بنحو 40 درجة مئوية في الخارج، ودرجة حرارة منخفضة كما لو كنا في فصل الشتاء في الداخل، أضحت حلبة التزلج حقا جنة في الصيف!"
وهناك العديد من عشاق التزلج مثل لي الذين اختاروا الاحتماء من حرارة الصيف في الأماكن المغلقة المكيفة. وفقا لبيانات صادرة عن منصتي التجارة الإلكترونية "ميتوان" و"ديانبينغ"، فمنذ شهر يوليو الماضي، زاد حجم عمليات البحث عن "منتجعات التزلج الداخلي" بأكثر من 220 في المائة على أساس سنوي، وزاد عدد التدوينات المتعلقة بموضوع "التزلج الداخلي" بنسبة 130 في المائة على أساس سنوي.
ازدهار سياحة الهروب من قيظ الصيف
مع اشتداد حرارة الصيف، تجتذب الأماكن الباردة الكثير من السياح. قالت السيدة وانغ، التي تقضي إجازتها الصيفية في هولونبوير بمنطقة منغوليا الداخلية بشمالي البلاد، إنها اعتادت قضاء الصيف هنا مع أسرتها. مضيفة "تتمتع المنطقة بمناظر طبيعية جميلة، والأهم من ذلك هو أن درجة الحرارة تبلغ حوالي 20 درجة فقط، ويكون الجو باردا بعض الشيء في الليل".
وشهدت الوجهات السياحية الصيفية شعبية متزايدة مستمرة. وفقا لبيانات شركة "سيتريب" للسياحة، منذ شهر يوليو الماضي، زادت عمليات البحث المتعلقة بالاصطياف بنسبة 55 في المائة على أساس شهري. في حين ارتفع عدد حجوزات الفنادق في وجهات مثل ييتشون وهاربين وجبال هينغآن الكبرى (داشينغآنلينغ) بأكثر من 50 في المائة.
في مدينة لاسا، حاضرة منطقة شيتسانغ ذاتية الحكم بجنوب غربي الصين، اعتاد المواطنون على التنزه في الغابات أو على ضفاف البحيرات بالضواحي، واستقبلت قاعدة تخييم بالمدينة أكثر من 3000 شخص منذ يونيو هذا العام. وفي حي وولونغ ببلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي البلاد، أطلق منتجع صيفي مهرجانا يجمع بين الموسيقى والتخييم، مما يسمح للسياح بالاستمتاع بمتعة المهرجان الموسيقي في جو معتدل. وفي مقاطعة جيلين بشمال شرقي البلاد، بالاعتماد على الموارد الطبيعية مثل الغابات والينابيع المعدنية، باتت منطقة جبل تشانغباي السياحية الخلابة وجهة جيدة للاصطياف والاستجمام.
واستجابة لازدهار السياحة الصيفية المتزايد، تم بذل جهود مستمرة لتحسين الخدمات السياحية. قال قاو في، مدير لجنة إدارة تنمية وحماية جبل تشانغباي: "لقد قمنا بتحسين البنية التحتية بشكل شامل مثل مراكز الخدمات السياحية ومواقف السيارات والمراحيض العامة، وأنشأنا أنظمة خدمات ذكية وفعالة مثل التوجيه المروري، لدفع التنمية الذكية للسياحة".
وبدوره، يعتقد فان بوه ناي نائب مدير معهد أبحاث السياسة العامة بجامعة تشجيانغ، أن "اقتصاد التبريد" له تأثير إيجابي على تحفيز حيوية الاستهلاك، مشيرا إلى أنه يجب توسيع سيناريوهات استهلاك جديدة لتوفير خيارات أكثر للمستهلكين، وتعزيز الإدارة والرقابة للحفاظ على نظام السوق وحماية حقوق المستهلكين، لتوفير ضمان قوي لازدهار الاقتصاد الصيفي.