بكين 28 أغسطس 2024 (شينخوا) دعا القرار بشأن تعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل لدفع التحديث الصيني النمط، الذي اعتمدته الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، إلى "العمل بنشاط لدفع اقتصاد الظهور الأول". فما هو "اقتصاد الظهور الأول" وما أهميته؟ وكيف ستعمل الصين على تطويره لضخ زخم جديد في الاستهلاك؟
"اقتصاد الظهور الأول" هو مصطلح يشير إلى الأنشطة الاقتصادية مثل إطلاق منتجات جديدة أو أشكال جديدة وأنماط جديدة وخدمات جديدة وتكنولوجيات جديدة وفتح المتاجر الأولى للشركات، والتي تغطي العملية الكاملة لسلسلة التنمية من الإصدار الأول والعرض الأول لمنتج أو خدمة، وفتح المتجر الأول، وإنشاء مركز للبحث والتطوير لأول مرة، وصولا إلى إنشاء المقر الرئيسي للشركة.
وغالبا ما يتعلق "اقتصاد الظهور الأول" بالتشويق والإثارة التي تصاحب إطلاق شيء جديد، مثل الكشف عن هاتف محمول ذكي جديد أو دخول سيارة كهربائية متطورة إلى السوق. وهذا بالفعل أبرز ما يمكن الإشارة إليه فيما يتعلق بـ"اقتصاد الظهور الأول".
يتميز "اقتصاد الظهور الأول" بخصائص الموضة والجودة والصيحات الجديدة والندرة، وهو شكل اقتصادي يتوافق مع اتجاه ترقية الاستهلاك ومتطلبات التنمية عالية الجودة، ويمثل أيضا مؤشرا لحيوية الأعمال التجارية والقدرات الاستهلاكية والابتكارية والتنافسية وصورة العلامات التجارية ومدى الانفتاح للمنطقة.
وقالت تشانغ يي نا، الأستاذة من جامعة فودان في شانغهاي إن أهمية "اقتصاد الظهور الأول" لا تكمن في إطلاق منتج جديد أو عرض لعلامة تجارية فحسب، بل الأهم من ذلك، إنشاء أنماط أعمال جديدة، أي تشكيل شبكة تتألف من البحث والتطوير والإصدار والعرض والترويج والمبيعات لمنتج جديد.
ففي كل مرة يتم إطلاق منتج جديد، مثل أحدث الهواتف الذكية أو الساعات الذكية أو حتى التطبيقات الجديدة، تبزغ سلسلة كاملة من الأنشطة الاقتصادية ذات الصلة، حيث تقوم الشركات بعرض أحدث ابتكاراتها وفتح متاجر جديدة وإنشاء مراكز بحثية وحتى إنشاء مقار جديدة لدعم هذه الإطلاقات.
وقالت قوان لي شين، الباحثة في الأكاديمية الصينية للتعاون التجاري والاقتصادي الدولي التابعة لوزارة التجارة، إن "اقتصاد الظهور الأول" لا يمكنه جمع موارد العلامات التجارية ودفع الترقية الصناعية وتعزيز الحيوية التجارية فحسب، بل يمكنه أيضا المساعدة في تلبية احتياجات الشعب لحياة أفضل وخلق توازن أفضل بين العرض والطلب.
وأكد مسؤول بوزارة التجارة مؤخرا أن الوزارة ستكثف جهودها لتسريع تطوير "اقتصاد الظهور الأول"، وتشجع الشركات على إطلاق منتجات جديدة، وفتح المتاجر الأولى، وإقامة العروض والمعارض الأولى، والاستمرار في إطلاق أشكال أعمال جديدة وأنماط جديدة وخدمات جديدة وسيناريوهات جديدة لتلبية احتياجات المستهلكين للسعي وراء الموضة والجودة والصيحات الجديدة، وفي الوقت نفسه، تسريع بناء مراكز استهلاك دولية وترقية مستوى الأعمال التجارية بها.
وفي السنوات الأخيرة، كشفت مراكز التسوق للتجزئة في الصين مثل شانغهاي وقوانغتشو عن مجموعة من التدابير السياساتية لتعزيز "اقتصاد الظهور الأول"، مثل "تدابير مواصلة تعزيز التنمية عالية الجودة لاقتصاد الظهور الأول في شانغهاي" و"الخطة التنفيذية لتسريع بناء مركز دولي للاستهلاك في تشنغدو"، بما في ذلك دعم العلامات التجارية الدولية عالية الجودة في فتح متاجرها الأولى بالصين، وتبسيط إجراءات الموافقة على إطلاق المنتجات الجديدة وتسهيل التخليص الجمركي للمنتجات المستوردة الجديدة.
وفي عام 2023، شهدت المدن الكبرى مثل بكين وشانغهاي وقوانغتشو وتشنغدو وشيآن فتح المئات وحتى الآلاف من المتاجر الأولى في كل منها. وتشير البيانات ذات الصلة إلى أن شانغهاي سجلت فتح 1215 من المتاجر الأولى في عام 2023، بزيادة سنوية قدرها 13.2 في المائة؛ وخلال النصف الأول من عام 2024، شهدت بكين إضافة 485 من المتاجر الأولى، بما في ذلك المتجر الأول للعلامة التجارية والمتجر الرئيسي الجديد ومتجر المفهوم المبتكر للعلامة التجارية.
وقالت قوان "من أجل تطوير اقتصاد الظهور الأول، يتعين أولا تشجيع التطوير المبتكر للعلامات التجارية"، منوهة إلى ضرورة خلق عروض فعالة باستمرار للتكيف مع الاحتياجات الجديدة، وإطلاق المزيد من المنتجات والخدمات التي تلبي الاحتياجات المتنوعة والشخصية للمستهلكين من خلال ابتكار العلامات التجارية وأنماط الأعمال التجارية، انطلاقا من تلبية احتياجات الشعب لحياة عالية الجودة.