بكين 23 سبتمبر 2024 (شينخوا) قد يبدو ركوب سيارة ذاتية القيادة أمرا سهلا، لكن تجميع بانوراما أنظمة الذكاء الاصطناعي المعقدة التي تقف وراءها لا يزال يتطلب لمسة إنسانية، وهو ما يسهم بدوره في استحداث مهن جديدة.
إحدى هذه المهن الجديدة في الصين هي موظف اختبار المركبات الذكية، الذي يعد مسؤولا عن إجراء الاختبارات في المركبات ذاتية القيادة، وتركيب روبوتات الكبح والتوجيه وتسجيل بيانات الاختبار الهامة.
تعد مهنة اختبار السيارة الذكية واحدة من بين 19 مهنة جديدة تم الاعتراف بها رسميا من قبل وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي في يوليو المنصرم. وينطوي أكثر من نصف هذه المهن الجديدة على تقنيات رقمية وذكية، كمهنة مشغل أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي ومهنة عامل صيانة الإنترنت الصناعي.
كما أصدرت الوزارة دليلا يحدد مهام المهن الجديدة. فعلى سبيل المثال، يستخدم مشغل نظام الذكاء الاصطناعي التوليدي التقنيات والأدوات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لتصميم نظام الذكاء الاصطناعي وتدريبه وتحديثه وصيانته.
وبالإضافة إلى ذلك، كشفت الوزارة النقاب عن 28 نوعا من الأعمال المصنفة حديثا، مثل مشغلي البث المباشر، مما زاد عدد فرص العمل المتاحة.
وقال تشانغ تشنغ قانغ، من جامعة العاصمة للاقتصاد والأعمال: "إن ظهور هذه المهن الجديدة يعكس أحدث احتياجات المجتمع والسوق في الصين".
وأضاف تشانغ، الذي يقود مركزا للأبحاث حول المهن الجديدة، أن قطاعات مثل الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، تقود التحول والتحديث الصناعي في الصين، موضحا أنه "سيتم استحداث العديد من الوظائف من قبل هذه القطاعات، بالنظر إلى الاستخدام الواسع النطاق لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي".
وشهدت الصناعة الرقمية في الصين نموا قويا في السنوات الأخيرة، حيث سجلت إيرادات إجمالية بلغت 32.5 تريليون يوان (حوالي 4.56 تريليون دولار أمريكي) في عام 2023.
وأظهر تقرير صادر عن الدورة السابعة لقمة الصين الرقمية التي عقدت في مايو المنصرم، أن ناتج القطاعات الأساسية للاقتصاد الرقمي شكل 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للصين في عام 2023، مع وصول عدد شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى إلى أكثر من 4500 شركة. وأدى التوسع السريع في هذا القطاع إلى نقص في المواهب يتراوح بين 25 مليون شخص إلى 30 مليونا.
وفي الوقت نفسه، يبحث عدد متزايد من الشباب عن فرص في الصناعة الرقمية في الصين، حيث يسهم التقدم الذي أحرزته البلاد في الابتكار التكنولوجي والتحديثات الصناعية في تغذية طفرة بسوق العمل.
ووفقا للبيانات، ارتفعت شعبية مهن القطاع الرقمي بين الخريجين في عام 2024 ، حيث باتت المهن المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والإنترنت والذكاء الاصطناعي هي الأكثر طلبا.
بيد أنه على الرغم من ظهور مهن جديدة وتسارع التنمية بقطاع الصناعة الرقمية في البلاد، إلا أنه لا تزال هناك تحديات فيما يتعلق بتلبية المواهب لمتطلبات الصناعة.
وقال قاو تسي بينغ، الباحث في أكاديمية شانغهاي للعلوم الاجتماعية إنه في الوقت الذي تسرع فيه الصين التحول الرقمي للصناعة التحويلية وتعزز التصنيع الجديد المدفوع بالذكاء الاصطناعي، يعد تحسين تدريب الموظفين المهرة أمرا ضروريا لتلبية الاحتياجات المتنامية للقطاع بشكل أفضل.
وأضاف قاو أنه يجب على الباحثين عن عمل تعزيز مهاراتهم المهنية حتى يكونوا مؤهلين لهذه المهن الناشئة.
ولإعداد المزيد من المهنيين، أصدرت تسع وكالات حكومية بشكل مشترك خطة عمل مدتها ثلاث سنوات هذا العام، تهدف إلى تسريع تنمية المواهب الرقمية لدعم نمو الاقتصاد الرقمي.
وسيتم إنشاء إطار إعداد شامل لهذه المواهب يجمع بين جمعيات الصناعة والشركات ومؤسسات التعليم العالي لمواءمة المعروض من المواهب مع احتياجات السوق على نحو أفضل، وفقا للخطة.