شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي

شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي>>الأخبار>>أخبار الصين

مقالة: انتعاش سوق الإسكان في الصين بفضل حزمة من التدابير التحفيزية

2024-10-10 16:08:10    /مصدر: شينخوا/

بكين 10 أكتوبر 2024 (شينخوا) بينما كان أصدقاء نيو موه تيان يستمتعون بالأطباق الشهية ويتباهون بملابسهم الجديدة خلال عطلة العيد الوطني، كانت تلك الموظفة في بكين مشغولة بالاضطلاع بواجباتها قبل الإقدام على شراء شيء أكثر قيمة.

وقالت نيو، التي ظلت مترددة إلى ما قبل أيام من العطلة، التي امتدت لأسبوع وانتهت يوم الاثنين الماضي، على الرغم من بحثها عن شقق منذ العام الماضي، "أعتقد أن الوقت قد حان لامتلاك منزل الآن".

وكان فكر هذه الشابة البالغة من العمر 30 عاما، منصب على مجمع سكني جديد يقع خارج الطريق الدائري الرابع في جنوبي بكين. وقد أخبرها أحد وكلاء العقارات أن أكثر من 10 شقق في المشروع بيعت في الأول من أكتوبر الجاري وحده.

وقالت نيو، معربة عن عزمها اغتنام هذه الفرصة، "انخفضت أسعار المساكن الآن إلى مستوى معقول نسبيا، كما انخفضت أسعار الفائدة على الرهن العقاري".

ومثل كثيرين آخرين، تم تشجيع نيو من خلال سلسلة من التدابير التحفيزية التي تم الكشف عنها قبل عطلة العيد الوطني في محاولة لدعم سوق العقارات المتباطئة، والتي تعد صناعة أساسية تدعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقد أدت هذه التدابير، التي نفذتها إدارات الحكومة المركزية والعديد من الحكومات المحلية، إلى تقليل الأعباء المالية على مشتري المنازل، وتخفيف أو حتى إزالة القيود التي تقيد معاملات العقارات، مما جعل العطلة الماضية "أسبوعا ذهبيا" حقيقيا لمطوري العقارات ووكالات الإسكان.

وقدرت وكالة العقارات "عقارات سينتالين" أنه خلال العطلة، تم بيع أكثر من 5000 من المنازل المعاد بيعها في بكين، بنسبة تزيد عن 150 في المائة. وتضاعفت مبيعات المنازل الجديدة ثلاث مرات عن نفس الفترة من العام الماضي إلى ما يقرب من 2000 وحدة.

وفي شانغهاي، تضاعفت مبيعات المنازل المعاد بيعها خلال الفترة ما بين يومي الأول و السادس من أكتوبر الجاري مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، لتصل إلى 1537 وحدة. وتوافد المشترون المحتملون للمنازل لزيارة المجمعات السكنية الجديدة. كما شهدت المدينتان الأخريان من من الدرجة الأولى -- قوانغتشو وشنتشن -- طفرة في السوق.

وفي هانغتشو ونانجينغ، وهما مدينتان نموذجيتان من مدن الدرجة الثانية في شرقي الصين، لاحظ مراسلو وكالة أنباء شينخوا أن قاعات بيع العديد من المشاريع عقارية كانت مكتظة بالمشترين المحتملين خلال العطلة.

وخلال عطلة العيد الوطني، أقيمت فعاليات في أكثر من 130 مدينة في مختلف أنحاء الصين للترويج لمبيعات المساكن التجارية وشرح السياسات للجمهور. وزاد عدد الزوار لمعظم مشاريع الإسكان المشاركة في تلك الفعاليات بأكثر من 50 في المائة، وفقا لوزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية.

وجاءت هذه المجموعة من التدابير التحفيزية بعد أن أكد اجتماع المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في 26 سبتمبر الماضي على ضرورة بذل الجهود "لعكس الاتجاه الهبوطي وبسط الاستقرار بسوق العقارات". وكانت تلك الإشارة الواضحة من القيادة الصينية بمثابة دفعة قوية لعكس اتجاه المعنويات الضعيفة بالسوق.

وتوقع لي يوي جيا، كبير الباحثين في مركز أبحاث سياسات الإسكان في قوانغدونغ، أن تؤدي هذه الموجة من الدعم الحكومي المؤثر إلى إنتعاش مبيعات المساكن.

وتوقع لي أنه "مع استقرار سوق العقارات في مدن الدرجة الأولى، فإن السوق في المدن الأصغر حول هذه المدن الكبرى سوف تحذو حذوها".

وقالت تشن ون جينغ، مديرة أبحاث السياسات في أكاديمية الصين للمؤشرات، إنه على خلفية حزمة التحفيز، من المرجح أن تستقر أسعار المساكن في المدن الرئيسية، وقد تكون سوق العقارات أكثر ديناميكية في الربع الرابع من العام الجاري.

وأضافت تشن: "فيما يتعلق بتعزيز استقرار مبيعات العقارات وأسعار المساكن، لا يزال هناك مجال لغربلة السياسات التقييدية، ويمكن لمدن الدرجة الثانية وما دونها زيادة الدعم لشراء المساكن".