بكين 15 أكتوبر 2024 (شينخوا) تحقق شركات صناعة السيارات الصينية مبيعات قوية مع دخول أكبر سوق للسيارات في العالم موسم ازدهار تقليديا لاستهلاك السيارات، حيث تضيف سياسات الحكومة الداعمة للإنفاق المزيد من الزخم.
ويطلق على هذين الشهرين من قبل اللاعبين في سوق السيارات اسم "سبتمبر الذهبي وأكتوبر الفضي"، ويعتبران فترة ذروة لمبيعات السيارات، حيث تطلق الشركات المصنعة عادة نماذج جديدة وتقدم خصومات في عمليات الترويج الأخيرة للعام.
كما شهدت عطلة العيد الوطني التي استمرت لمدة أسبوع، والتي سجلت موجات من الإنفاق على السياحة والأجهزة المنزلية بالإضافة إلى زيادة في رحلات القيادة الشخصية، ارتفاعا في الطلبات من قبل شركات صناعة السيارات والتجار.
وأعلن تشو جيانغ مينغ، الرئيس التنفيذي لشركة تصنيع سيارات الطاقة الجديدة الصينية "ليب موتور"، في منشور عبر تطبيق "ويتشات"، أن مبيعات الشركة في يوم السابع من أكتوبر الجاري، اليوم الأخير من عطلة العيد الوطني، سجلت رقما قياسيا من حيث المبيعات اليومية، إذ تجاوز إجمالي الطلبات المؤكدة 17 ألف وحدة خلال ذلك اليوم.
وكشفت شركة "شياومي" الناشئة في سوق السيارات أن الشركة حصلت على طلبات لأكثر من 6000 وحدة لأول سلسلة من سياراتها من طراز "سو7" خلال الفترة من الأول إلى السابع من أكتوبر الجاري. وتهدف الشركة إلى زيادة الإنتاج والتسليم إلى 20000 مركبة في هذا الشهر.
وشهد شهر سبتمبر الماضي إطلاق ما يقرب من 50 من طرازات السيارات الجديدة أو المعاد تصميمها في سوق السيارات، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية. وأقامت حوالي 20 مدينة في مختلف أنحاء البلاد معارض للسيارات خلال عطلة العيد الوطني، مما جعل زيارة معارض السيارات خيارا شائعا بين العديد من المستهلكين.
وقال لو تيان، رئيس مبيعات طرازات "دايناستي" التابعة لشركة "بي واي دي"، والذي شارك صورا لمعارض السيارات التي تعج بالزوار على حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "ويبو" الشبيهة بمنصة "إكس"، "إن معارض السيارات خلال الأسبوع الذهبي هذا العام تختلف عن معارض السنوات السابقة، حيث حفزت الإعانات الحكومية المتعددة حيوية السوق بشكل كامل".
وأشار لو إلى أن الإعانات المجمعة لشراء المركبات على مستويات البلاد والمدن والأحياء اجتذبت أعدادا كبيرة من المستهلكين إلى معارض السيارات للتعرف على أحدث الاتجاهات وحوافز الشراء.
وفي أغسطس الماضي، زادت الصين من الحوافز المالية لتشجيع المستهلكين على التخلص من مركباتهم القديمة وشراء مركبات جديدة. وتضاعفت الإعانات لاستبدال مركبات الركاب العاملة بالطاقة الجديدة من 10 آلاف يوان (حوالي 1414 دولارا أمريكيا) إلى 20 ألف يوان، في حين تم رفع الإعانات لاستبدال مركبات الركاب العاملة بالوقود من 7 آلاف يوان إلى 15 ألف يوان.
وحتى 7 أكتوبر الجاري، تلقت وزارة التجارة الصينية أكثر من 1.27 مليون طلب للحصول على إعانات، مما دفع إجمالي مبيعات المركبات الجديدة إلى قيمة تجاوزت 160 مليار يوان.
وبفضل برنامج الاستبدال، بلغ حجم مبيعات شركة "بي واي دي" الصينية العملاقة لسيارات الطاقة الجديدة 419400 وحدة في سبتمبر الماضي، بزيادة 45.91 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي، وهي المرة الأولى التي تتجاوز فيها مبيعاتها الشهرية 400 ألف وحدة.
وفي سبتمبر الماضي، سجلت العلامة التجارية الأمريكية للسيارات الكهربائية "تسلا" أعلى رقم قياسي شهري في السوق الصينية لهذا العام حيث تجاوزت المبيعات 72 ألف مركبة، بزيادة 66 في المائة على أساس سنوي، وفقا للجمعية الصينية لسيارات الركاب.
وأظهرت الإحصاءات الأولية من الجمعية المذكورة أن مبيعات التجزئة لسيارات الركاب في سبتمبر الماضي بلغت 2.063 مليون وحدة، بزيادة 2 في المائة على أساس سنوي و8 في المائة على أساس شهري.
وتوقعت الجمعية الصينية لتجار السيارات أن يستمر الطلب على السيارات في الارتفاع في أكتوبر الجاري مع حجم مبيعات مستقر نسبيا مقارنة بشهر سبتمبر الماضي، مشيرة إلى تنفيذ حوافز الحكومات المحلية لبرامج استبدال السلع الاستهلاكية، وموسم الذروة لمعارض السيارات، والشعبية المتزايدة لرحلات القيادة الشخصية، بالإضافة إلى دفع المبيعات من قبل التجار في نهاية العام.
وقدر تسوي دونغ شو، الأمين العام للجمعية الصينية لسيارات الركاب، أن مبيعات التجزئة المحلية للسيارات قد تصل إلى 22.3 مليون وحدة في عام 2024، بزيادة 3 في المائة على أساس سنوي. ومن بينها، قد تصل مبيعات التجزئة لمركبات الركاب التي تعمل بالطاقة الجديدة إلى 10.4 مليون وحدة، وهو ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 34 في المائة.