تيانجين 27 أكتوبر 2024 (شينخوا) في ظل تباطؤ التعافي الاقتصادي العالمي، يعد الحفاظ على سلاسل للصناعة والإمداد تتسم بالمرونة والاستقرار أمرا بالغ الأهمية للنمو، بينما تؤكد الشركات الأجنبية والباحثون الأجانب أن "فك الارتباط" يعوق التعافي، ويدعون بدلا من ذلك إلى بناء نظام عالمي لسلاسل الصناعة والإمداد يعود بالنفع على الجميع.
وفي مؤتمر بكين-تيانجين-خبي لسلسلة الصناعة وسلسلة الإمداد 2024، الذي عقد في بلدية تيانجين بشمالي الصين، شاركت كريستين تشو، النائب الأول لرئيس شركة "نوفو نورديسك" والرئيس الإقليمي للشركة في الصين، رحلة الشركة التي استمرت لثلاثة عقود في الصين. وشرحت بالتفصيل الاستثمار المستمر للشركة في إنشاء وتطوير سلسلة صناعية شاملة تغطي الإنتاج والبحث والعمليات التجارية.
وقالت تشو "في السنوات الثلاث الماضية وحدها، تجاوزت استثماراتنا الجديدة في تيانجين 7 مليارات يوان (حوالي 986 مليون دولار أمريكي)، مما عزز بشكل كبير الطاقة الإنتاجية ومرونة سلسلة الإمداد"، مشيرة إلى أن تيانجين أصبحت محرك الإنتاج الرئيسي للشركة في الصين.
وقال تشن خه تشيانغ، نائب الرئيس والمدير العام لسلسلة الإمداد العالمية (الصين) لشركة "جنرال إلكتريك للرعاية الصحية" في الصين، إن شركته ركزت أيضا على تعزيز سلسلة الإمداد الخاصة بها في الصين على مدى السنوات الـ30 الماضية، موضحا أنه خلال هذه الفترة ، تم إنشاء ست قواعد لتصنيع الأجهزة الطبية وثلاثة مراكز ابتكار في مدن شملت بكين وتيانجين وشانغهاي و ووشي وتشنغدو وشنتشن.
وقال: "بفضل المشهد الصناعي الشامل في الصين وبيئة الأعمال المواتية، قمنا بتوطين مجموعة منتجاتنا بالكامل وكذلك المكونات الرئيسية".
وأقر العديد من الحضور في المؤتمر بدور الصين الحيوي في سلاسل الإمداد والصناعة العالمية، قائلين إنه من خلال الاستفادة من مزايا الصين في سلاسل الإمداد والصناعة وانفتاحها العالي المستوى، ستكون الشركات في وضع أفضل لتوسيع أسواقها العالمية والاندماج بعمق في سلسلة القيمة العالمية.
وأصبحت الصين مركزا عالميا للتصنيع والدولة الوحيدة في العالم التي لديها جميع الفئات الصناعية المدرجة في التصنيف الصناعي للأمم المتحدة. كما أنها أكبر منتج لأكثر من 220 نوعا من المنتجات الصناعية، بما في ذلك المركبات وأجهزة الكمبيوتر.
وحقيقة الأمر أن هناك العديد من الشركات المتعددة الجنسيات التي ترفض سردية "فك الارتباط"، وتنظر إلى الصين باعتبارها فرصة وليست خطرا.
وبوتيرة سريعة يتقدم الآن بناء المشروع الثاني لخط التجميع النهائي لعائلة إيرباص "أيه 320" في آسيا في تيانجين. ومن المتوقع أن يكتمل ويبدأ الإنتاج في أوائل عام 2026.
وقال خوان توبيو، المدير العام لشركة إيرباص (تيانجين) المحدودة للتجميع النهائي: "خط التجميع النهائي لعائلة إيرباص ((أيه 320)) في آسيا الموجود في تيانجين هو مفتاح الاستراتيجية الصناعية العالمية لشركة إيرباص. إن التوسع من خلال خط ثان سيساعدنا على خلق قدر أكبر من المرونة داخل نظام إيكولوجي هش لتلبية الطلب الأوسع في السوق في جميع أنحاء العالم".
وأضاف توبيو: "ساهم خط التجميع المستقر والموثوق به والبنية التحتية المحيطة عالية الجودة وسلسلة الإمداد المرنة، في خلق شعور لدينا بالرضا الشديد عن النظام الإيكولوجي هنا، وكذلك لدى شركائنا وموردينا الصينيين".
وتواصل الصين تعزيز دعم السياسات وتوسيع الانفتاح من خلال تقليص القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي، وإلغاء كافة القيود على قطاع التصنيع وزيادة تسهيل إنشاء نظام آمن ومستقر وفعال ومفتوح ومتبادل النفع للسلسلة العالمية للصناعة والإمداد.
كما تشجع المناطق في جميع أنحاء البلاد الشركات الأجنبية على الاستثمار في الابتكار والسلاسل الصناعية لتسهيل اندماجها السلس في السوق الصينية.
وأشار إينار تانغن، وهو زميل بارز في معهد تايخه، إلى أن "البلدان التي تستورد باستمرار أكثر مما تصدر هي التي تدفع باتجاه ((فك الارتباط)) أو ((إزالة المخاطر))، وبالتالي تضيف تكاليف على شركاتها والمستهلكين لديها".
وقال: "إن استخدام ((فك الارتباط)) أو ((إزالة المخاطر)) كسلاح هو ببساطة عبارة عن حرب باردة اقتصادية لا يوجد فيها فائزون"، مضيفا أن "الحل يتمثل في التمسك ببيئة تجارية عادلة وحرة، والبناء المشترك لنظام مفتوح وشامل وعالمي لسلسلة الصناعة والإمداد يفيد الجميع".