مقالة: الطاقة الكهروضوئية تدفع تخضير المناظر الطبيعية الصحراوية في الصين

هوهيهوت 28 أكتوبر 2024 (شينخوا) على حافة صحراء "أولان بوه" في شمالي الصين، تسطع صفوف من الألواح الكهروضوئية تحت أشعة الشمس، حيث يمكن رؤية تجمعات من النباتات تنمو تحتها وبينها في الصيف. ويعمل هذا المشروع الجديد، الذي يحمل اسم: "طاقة كهروضوئية زائد حوكمة إيكولوجية"، على تغيير شكل هذه المناظر الطبيعية القاحلة بإضافة اللونين الأزرق والأخضر النابضين بالحياة إلى رمال الصحراء الصفراء.

ومن جانبه، قال تشنغ تشيان، رئيس شركة إيكولوجية لتنفيذ المشروع في محافظة دنغكو في مدينة باياننور بمنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في شمالي الصين: "تأخذ الألواح ضوء الشمس، ما يساعد على تقليل التبخر من الرمال وتعزيز بيئة مواتية للنباتات الصحراوية مثل أشجار الساكسول ... وهذا بدوره يساعد على التخفيف من هبوب الرياح والرمال".

كما تمت زيادة مستوى ارتفاع الألواح والمساحة بينها لتوفير مساحة كافية لنمو النباتات، حسب ما ذكر تشنغ.

ومن المتوقع أن يولد المشروع 1.65 مليار كيلووات ساعة من الطاقة الكهربائية سنويا بمجرد تشغيله، مع قيمة إنتاج سنوية تبلغ 467 مليون يوان (65.69 مليون دولار أمريكي). كما سيخفض المشروع انبعاثات الكربون بمقدار 1.72 مليون طن وتوفر 672700 طن من الفحم كل عام. وقد خلق المشروع، الذي يغطي حوالي 26000 مو (1733 هكتارا)، أكثر من 4000 وظيفة خلال مرحلة البناء.

وكان لدى محافظة دنغكو حوالي 50 ألف شجرة فقط في عام 1949، فيما كانت الصحراء تغطي 77 في المائة من مساحة المحافظة. وعلى مدى العقود العديدة الماضية، تم تشجير ما إجماليه 2.1 مليون مو من الأراضي.

وتعد منغوليا الداخلية، أكبر منطقة وظيفية إيكولوجية من حيث المساحة والتنوع في شمالي الصين، بمثابة خط الدفاع الرئيسي للبلاد ضد العواصف الرملية.

وفي السنوات الأخيرة، دفعت منغوليا الداخلية التنمية المتكاملة للوقاية من التصحر وتنمية الطاقة الجديدة. وبفضل هذه الجهود، من المتوقع معالجة ما إجماليه 2.3 مليون مو من الأراضي المتصحرة، بينما سيتم تركيب معدات للطاقة الجديدة بقدرة 27.27 مليون كيلووات هذا العام.

وفي محافظة شايا بولاية أكسو بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في شمال غربي الصين، توصلت شركة كهروضوئية إلى طريقة لضخ المياه من خلال الطاقة الكهروضوئية، وهو ما سيساعد على تنظيف الألواح الكهروضوئية ورعاية النباتات الصحراوية.

وتقع محافظة شايا على الحافة الشمالية لصحراء تاكلامكان، أكبر صحراء في الصين، وتواجه تحديا في تطوير الصناعة الكهروضوئية.

وبدوره، قال وانغ تشي جيون، رئيس مشروع مكافحة التصحر في الشركة الكهروضوئية، إن تركيب الألواح في الصحراء يتطلب الإزالة المنتظمة للغبار الذي يمكن أن يتراكم بسمك عدة سنتيمترات، فضلا عن أن الغطاء النباتي الموجود أسفل الألواح يحتاج أيضا إلى الماء.

ووجد باحثون أن الصحراء تحتوي على موارد مائية جوفية كبيرة. وعلى الرغم من أن المياه شديدة الملوحة، إلا أنه يمكن استخدامها لري الصحراء والنباتات المقاومة للملوحة.

وقررت الشركة استخدام الطاقة الكهروضوئية لضخ المياه، حيث يمكن لمضخة تعمل بالطاقة الكهروضوئية أن تروي 2000 مو من الأرض بتكلفة بناء تبلغ 215 ألف يوان. وبالمقارنة مع مضخة الآبار الكهربائية التقليدية التي تروي نفس مساحة الأرض، من المتوقع أن توفر هذه المضخة العاملة بالطاقة الكهروضوئية 133 ألف يوان في السنة الأولى و 160 ألف يوان سنويا بدءا من السنة الثانية.

وفي إطار المشروع الكهروضوئي، يشمل التشجير في المقام الأول أشجار الساكسول والصفصاف الأحمر. وتسعى بعض الشركات إلى التعاون مع الشركات الكهروضوئية لتلقيح جذور أشجار الساكسول باستخدام عشبة سيستانش ديزيرتيكولا، وهي دواء عشبي صيني يدخل في إنتاج المنتجات الصحية والمشروبات الكحولية الصينية.

وفي ولاية أكسو، تشمل الخطط لهذا العام تجربة التشجير للمشروع الكهروضوئي باستخدام عشبة سيستانش ديزيرتيكولا، وتوسيع زراعة هذه العشبة بمقدار 20000 مو وإنشاء قاعدة لإنتاج البذور.

ومع التقدم في العلوم والابتكار، تبرز مكافحة التصحر باستخدام الخلايا الكهروضوئية كنهج واعد لإدارة التصحر.