بكين 26 نوفمبر 2024 (شينخوا) أظهرت بيانات صادرة عن الجمعية الصينية لصناعة آلات البناء ارتفاع حجم صادرات آلات البناء إلى أكثر من 43.31 مليار دولار أمريكي خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، بزيادة 6.12 في المائة على أساس سنوي، محققا توسعا مطردا في الأسواق العالمية ومنها الدول العربية.
وفي الفترة المذكورة، بلغ إجمالي حجم واردات وصادرات آلات البناء بالصين 45.49 مليار دولار أمريكي، بزيادة 5.95 في المائة على أساس سنوي. فيما وصل حجم الواردات إلى ما يقرب من 2.18 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 2.69 في المائة.
وفي شهر أكتوبر الماضي وحده، بلغ حجم صادرات الحفارات والرافعات الشوكية 8525 وحدة و38012 وحدة، بزيادة 9.46 في المائة و12.7 في المائة على أساس سنوي على التوالي.
وفي العام الجاري، كانت الدول العربية مثل السعودية والإمارات والجزائر من بين الأسواق الرئيسية التي شهدت ارتفاعا في استيراد آلات البناء الصينية، منها الكاشطات والرافعات وآلات الأشغال العمومية الأخرى.
وذكرت شركة آنهوي خلي المحدودة أن حجم مبيعاتها من الرافعات الشوكية سجلت معدلات نمو بنسب 150 في المائة و90 في المائة و50 في المائة على أساس سنوي في الجزائر والسعودية والإمارات على التوالي.
وقال تشن شيان يو، نائب المدير العام للشركة، إن سعي دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلى تسريع التحول الاقتصادي والتكامل بين البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" واستراتيجيات التنمية لتلك الدول، يوفر فرصا هائلة لتصدير آلات البناء الصينية.
وفي معرض إشارته إلى سبب الطلب المتزايد على المركبات الهندسية في الدول العربية، أضاف تشن أن استراتيجيات التنمية مثل "نحن الإمارات 2031" و"رؤية السعودية 2030" من شأنها دفع زخم بناء البنية التحتية، لافتا إلى أنه في الوقت نفسه، وفر التطور السريع للتجارة الإلكترونية والصعود التدريجي للتصنيع الذكي مساحة سوقية ضخمة لصناعة المعدات اللوجستية.
وعلاوة على ذلك، خلال السنوات الأخيرة، بذلت الشركات الصينية جهودا متواصلة لزيادة الاستثمار في البحث والتطوير وتعزيز الابتكار التكنولوجي، خاصة في مجالات الطاقة الجديدة والخدمات اللوجستية الذكية وتسريع تحديث المنتجات وترقيتها، لتزويد العملاء بمعدات لوجستية أكثر أمانا وذكاء وكفاءة وصداقة للبيئة.
وفي يوم 15 مايو الماضي، غادرت السفينة "تشونغشينغمن" البنمية ميناء تيانجين بشمالي الصين وتوجهت إلى جيبوتي، الدولة الشريكة في بناء "الحزام والطريق"، حاملة على متنها 479 مركبة هندسية مصنوعة في الصين، مثل الشاحنات القلابة والجرارات والشاحنات نصف المقطورة الصهريجية وشاحنات الرش، حيث تعتبر أكبر دفعة من صادرات المركبات الهندسية التي تحملها سفينة واحدة في ميناء تيانجين خلال العام الجاري.
وفي 27 يوليو الماضي، انطلقت السفينة "يونغهنغ" من ميناء تشانغشو في مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين متجهة إلى السعودية، حاملة على متنها إجمالي 245 مركبة هندسية سيتم استخدامها في مشاريع البنية التحتية بالمملكة، مثل الحفارات والخلاطات وعربات الإطفاء، بقيمة إجمالية تزيد على 15 مليون دولار أمريكي.
ودائما يشير نمو مبيعات آلات البناء إلى تسارع الاستثمار في البنية التحتية. وقال محمد قاسم، وهو تاجر من السعودية، إن السعودية تستثمر بكثافة في تشييد البنية التحتية لتعزيز التحول الاقتصادي، وستساهم منتجات العلامات التجارية الصينية، مع تأثيرها المتزايد، في التنمية الاقتصادية في السعودية.
وقال حسن الدعجة، الأستاذ في جامعة الحسين بن طلال في الأردن، إن المركبات الهندسية ترتبط ارتباطا وثيقا بالتصنيع والخدمات اللوجستية والبناء وغيرها من الصناعات. ويعكس نمو مبيعات المركبات الهندسية الصينية الاعتراف المتزايد بالعلامات التجارية الصينية، كما يعكس التعاون الاقتصادي والتجاري الوثيق بين الصين ودول الشرق الأوسط.
وأضاف حسن الدعجة، أن كلا من الصين ودول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تضطلع بمهمات التنمية والتحديث، مشيرا إلى أنه مع تعزيز المواءمة بين البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" واستراتيجيات التنمية للدول المعنية، فإن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين سيصبح أوسع وأكثر فعالية وسيواصل المضي قدما نحو اتجاه التطور الذكي والأخضر.