أفاد معهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في 13 ديسمبر الجاري، بأن أعمال بناء "حديقة التكنولوجيا الخضراء الصينية-الإفريقية" في موريتانيا قد اكتملت رسميا.
هذا المشروع النموذجي الذي أشرف على بناءه فريق الصحراء التابع للمعهد، ينقل التجربة الصينية الناجحة في مجال مكافحة التصحر وتثبيت الرمال بشينجيانغ إلى الصحراء الكبرى في إفريقيا، ويتبنى مجموعة متنوعة من التدابير الملائمة للظروف المحلية، من أجل تنمية الاقتصاد المحلي وتحسين معيشة الناس، جنبا إلى جنب مع أعمال مكافحة التصحر.
يذكر أن الاتحاد الأفريقي وتجمع دول الساحل والصحراء قد أطلقا في عام 2007، خطة لبناء "السور الأخضر العظيم" في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، من خلال إقامة حاجز أخضر عابر للقارة الإفريقية، بعرض 15 كيلومترًا وطول يزيد عن 7000 كيلومتر.
هذه الخطة وجدت تجاوبا من فريق الصحراء التابع لمعهد البيئة والجغرافيا بشينجيانغ، وأسهم فيها من خلال تنفيذ المشروع التجريبي لـ "حديقة التكنولوجيا الخضراء الصينية-الإفريقية" في موريتانيا، مستلهما تجربة مكافحة التصحر في شينجيانغ.
تجدر الإشارة إلى أن المشروع يغطي 4 هكتارات من الصحراء، ويعرض عددًا من التقنيات لمكافحة التصحر، على غرار تقنيات تثبيت الرمال وتوفير المياه وتحسين التربة وتربية الأنواع.
في هذا الصدد، قالت تشو نا، المسؤولة على أشغال المشروع، والحاصل على دكتوراه من معهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا، إن الفريق قد قام بنقل تقنيات الشبكات العشبية والحواجز الرملية العمودية العالية ونماذج تثبيت الرمال عبر الأشجار والشجيرات شائعة الاستخدام في صحراء تاكليماكان بشينجيانغ.
بالإضافة إلى ذلك، قام الفريق أيضًا ببناء أنظمة كهروضوئية للري الذكي وغيرها من المرافق بناءً على الاحتياجات المحلية الفعلية، إلى جانب زرع الخضروات والفواكه الموفرة للماء، وغيرها من الطرق التي تحقق التكامل العضوي بين المنافع البيئية وتنمية سبل عيش السكّان.
واستنادا إلى نتائج المشروع التجريبي لـ "حديقة التكنولوجيا الخضراء الصينية الأفريقية"، وقعت وزارة البيئة والتنمية المستدامة الموريتانية ووالوكالة الوطنية الموريتانية لمشروع "السور الأخضر العظيم " على هامش انعقاد المؤتمر السادس عشر للأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر مؤخرا، على مذكرة تفاهم رباعية مع شركة "سينووي فوريست" الصينية المحدودة ومعهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا، تهدف لتطوير 10 آلاف هكتار من غابات الكربون.
وقال سيدنا أحمد علي، المدير العام للوكالة الوطنية الموريتانية للسور الأخضر العظيم، إن الصحراء الكبرى تشغل ما يقرب من ثلثي مساحة الأراضي الموريتانية، وأن الجفاف والتصحر قد أثّرا بشكل خطير على التنمية المحلية، مؤكدا على أن المشروع النموذجي لحديقة التكنولوجيا الخضراء الصينية الإفريقية، توفر نموذجا لمكافحة التصحرفي بلاده.
وقال لي جيا تشيانغ، المسؤول على المشروع النموذجي لـ "حديقة التكنولوجيا الخضراء الصينية-الإفريقية"، إن الفريق سيواصل دعم بناء السور الأخضر العظيم في إفريقيا ومشاركة الأفكار الصينية في السيطرة على الصحراء، مضيفا بأن الخطوة التالية ستركز على إنشاء قاعدة حضانة للصناعة البيئية الصحراوية في موريتانيا وجعلها نموذجا للتعاون الصيني الأفريقي في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.