شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي

شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي>>الأخبار>>الصين ودول الحزام والطريق

تحقيق إخباري: العمال الصينيون يواصلون العمل في قلب الصحراء خلال عيد الربيع لتعزيز التعاون الصيني - الكويتي

2025-01-29 10:52:01    /مصدر: شينخوا/

الكويت 28 يناير 2025 (شينخوا) بينما يحتفل ملايين الصينيين بعيد الربيع التقليدي، الذي يعد مناسبة خاصة لتجمع العائلات ويصادف هذا العام يوم 29 يناير، يواصل عمال البناء الصينيون عملهم بلا كلل في مشروع بنية تحتية سكني "مدينة جنوب صباح الاحمد 1563"، الواقعة في محافظة الأحمدي على الحدود الكويتية -السعودية.

في ظل أجواء الصحراء القاسية، التي تتسم بالعواصف الرملية والمناخ الجاف وانخفاض الرؤية، يستمر العمال، مدعومين بروح العمل الجماعي، في تنفيذ المشروع الذي يمثل جزءًا من مبادرة "الحزام والطريق"، ويسهم هذا المشروع في توفير مساكن جديدة ويجلب فوائد مباشرة للمجتمع الكويتي، مما يعزز التعاون الثنائي بين البلدين.

في موقع المشروع، تُشاهد حفارات وشاحنات قلابة ومعدات ثقيلة أخرى تتحرك بلا توقف، بينما يعمل مئات العمال من جنسيات مختلفة، بينهم صينيون وكويتيون وهنود وسريلانكيون، جميعهم يرتدون سترات عاكسة وخوذات أمان لضمان سلامتهم وسط بيئة العمل الصعبة.

وقال المهندس الميداني الصيني تشانغ فنغكون، القادم من مدينة تيانجين "عيد الربيع مناسبة غالية علينا، ولكن العمل هنا مهم للغاية، نسعى لإنهاء المشروع في أسرع وقت ممكن لتوفير منازل مريحة للأسر الكويتية وحتى تتمكن مزيد من العائلات الكويتية من الانتقال إلى المنازل الجديدة".

وأضاف تشانغ "رغم اشتياقي لعائلتي، فإنني أشعر بالفخر لمساهمتي في تعزيز الصداقة بين الصين والكويت، وتحقيق إنجاز ملموس يخدم السكان المحليين".

وكان المشروع قد انطلق رسميًا في الأول من سبتمبر 2024، وشهد تقدمًا ملحوظًا خلال الأشهر الأربعة الماضية، حيث تم إنجاز مراحل التخطيط والبنية التحتية وأعمال التجهيز للموقع.

وبحلول يناير 2025، ارتفع عدد المعدات الثقيلة العاملة في الموقع إلى أكثر من 350 قطعة، كما زاد عدد العمال إلى أكثر من 450 شخصًا، مما يعكس الجهود الحثيثة لضمان إتمام المشروع في الموعد المحدد.

ويمثل هذا المشروع نموذجًا ناجحًا للتعاون الصيني - الكويتي، حيث يجمع بين التقنيات الحديثة والخبرات الصينية لتلبية احتياجات السكان المحليين وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.

وأضفى العمال الصينيون أجواء عيد الربيع إلى موقع البناء، حيث زُيِّنت الكافتيريا المتواضعة بالفوانيس الحمراء وزخارف "الفُو"، وشاركوا أكثر من 450 عاملًا أجنبيًا في تذوق الأطعمة التقليدية للعيد، إلى جانب مشاهدة العروض الثقافية الصينية والاحتفال معًا بالسنة الصينية الجديدة.

وأسهم هذا التبادل الثقافي في تعزيز أواصر الصداقة بين شعوب الصين والكويت ودول أخرى، إذ أظهر العديد من العمال الأجانب اهتمامًا ملحوظًا بتقاليد العيد الربيعي الصيني، وشاركوا بحماس في الاحتفالات، مما خلق أجواء دافئة ومليئة بالمودة.

ويُعد مشروع بنية تحتية سكني "مدينة جنوب صباح الاحمد 1563"، ثمرة شراكة بين شركة الصين الحكومية للهندسة الإنشائية المحدودة (الشرق الأوسط) وشركة الصين الحكومية للهندسة الإنشائية المكتب الهندسي السادس المحدودة، وهو من أبرز مشاريع البنية التحتية في الكويت.

ويمتد المشروع على مساحة تُقدَّر بـ15.3 كيلو متر مربع، ويأتي ضمن إطار "رؤية الكويت 2035"، تحت إشراف الهيئة العامة للرعاية السكنية في الكويت.

ويهدف المشروع إلى تطوير البنية التحتية لـ 7 آلاف و623 وحدة سكنية، لتوفير مساكن تستوعب أكثر من 40 ألف شخص عند اكتماله.

وبحسب وسائل الإعلام الكويتية، لا يقتصر دور المشروع على توفير بيئات معيشية حديثة ومريحة للسكان، بل يسهم أيضًا في تحسين المظهر العام للمدينة، وتعزيز الاقتصاد المحلي، والتخفيف من الضغوط الناتجة عن الطلب المتزايد على الإسكان نتيجة التحضر المتسارع.

علاوة على ذلك، أسهم المشروع في خلق العديد من فرص العمل، موفرًا تدريبًا على المهارات المهنية ومنصات للتطور الوظيفي للسكان المحليين، مما يدعم التنمية المستدامة في المنطقة.

وقال شريف، وهو شاب كويتي يعمل في المشروع "العمل هنا لم يمنحني فرصة لاكتساب مهارات جديدة فحسب، بل أتاح لي أيضًا التعرف على تفاني العمال الصينيين، هذه التجربة غيرت نظرتي المستقبلية لمساري المهني".

وفى السياق ذاته، عبّر السكان المحليون عن تفاؤلهم بمستقبل المشروع، وأوضح عبد الله الدوسري، أحد سكان المنطقة، قائلاً "لقد لمسنا كفاءة واحترافية الشركات الصينية في العمل، عند اكتمال المشروع، ستشهد حياتنا تحسنًا كبيرًا، ليس فقط في جودة السكن، بل أيضًا في تحقيق قفزة نوعية للتنمية الوطنية والتعاون المثمر للكويت مع الدول الأخرى".

من جهته، صرّح طارق، مدير تنسيق في المشروع، وهو مصري الجنسية، بأن الكويت كإحدى الدول الخليجية الرائدة، حققت فرصا تنموية كبيرة من خلال تعاونها مع الصين ضمن مبادرة "الحزام والطريق".

وأكد أن هذا التعاون يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة المربحة للطرفين بين الصين ودول الخليج.

وأضاف طارق أن في ظل التعقيدات والتغيرات التي تشهدها البيئة الدولية، فإن التزام الصين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وسعيها لتحقيق المنفعة المتبادلة، أسهم بشكل كبير في خلق بيئة إيجابية تدعم السلام والاستقرار الإقليمي، وهو ما يُعد أمرًا بالغ الأهمية.

وأشار إلى أن على حكومات الدول العربية أن تضع التعاون مع الصين ضمن أولوياتها في مختلف المجالات، حيث يمكن لهذا التعاون أن يعزز مرونة اقتصاداتها، ويستفيد من الخبرات والتقنيات الصينية لدعم تحقيق أهدافها الاستراتيجية الوطنية.

وأوضح تشو شيانقانغ، مدير المشروع، أن الفريق الصيني الإداري يحرص على تدريب العمال الأجانب بانتظام لضمان اكتسابهم المهارات اللازمة واتباع الإجراءات بدقة.

وأكد أن التغلب على الحواجز الثقافية واللغوية كان عنصرًا حاسمًا لضمان تنفيذ المشروع بسلاسة، وللتعامل مع هذه التحديات، يضم الفريق مديرين صينيين يتحدثون العربية ويفهمون الثقافة المحلية، مما ساهم في تحسين التواصل مع السلطات الكويتية وتعزيز التعاون.

وأوضح أن اعتماد الفريق على التواصل الوثيق مع الحكومة الكويتية وهيئات الإشراف لضمان التفاهم المتبادل، مما أسهم في بناء الثقة واكتساب خبرات قيمة لتنفيذ مشاريع مستقبلية.

ويُعتبر فصل الشتاء، بصفته أفضل موسم للبناء في مناخ الكويت الصحراوي، فرصة مثالية يستغلها فريق المشروع لتسريع وتيرة العمل وتحقيق أهداف البناء في الوقت المحدد.

وأكد تشو شيانجانغ أن مثابرة الفريق وعمله الدؤوب كانا العاملين الرئيسيين وراء التقدم السلس للمشروع.

كما أن تفاني عمال البناء الصينيين، حتى خلال احتفالات عيد الربيع، يُبرز التزامهم العميق بمهمتهم، وعلى الرغم من التحديات المرتبطة بالمناخ واللغة والاختلافات الثقافية، يواصل الفريق ضمان التقدم المستمر في المشروع.

على صعيد متصل، قال تشو "سواء كان عيد الربيع أو يوم عمل عادي، فإننا نلتزم بنفس المعايير العالية والحماس في أداء مهامنا، هذا المشروع لا يقتصر على كونه مشروع بناء؛ بل هو رمز للصداقة والتعاون المثمر بين الصين والكويت".

وعلى الرغم من أن عيد الربيع الصيني يعد مناسبة قصيرة، فإن تفاني وإسهامات عمال البناء الصينيين في الكويت ستظل تترك أثرًا طويل الأمد، لتكون مثالًا حيًا على تأثير مبادرة "الحزام والطريق"، ولن تقتصر جهودهم على تأسيس "البناء الصيني" في الصحراء، بل ستسهم أيضًا في تعزيز الصداقة الراسخة بين الصين والكويت، لتكون شهادة على السلام والتنمية في المنطقة.

واختتم تشو شيانجانغ تصريحه قائلاً "سنظل مخلصين لرسالتنا، ونعمل معًا للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للكويت وتحقيق رؤيتها الوطنية 2035".