شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي

شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي>>الأخبار>>أخبار الصين

الصين تتعهد باتخاذ تدابير مضادة حازمة عقب فرض الرسوم الجمركية الأمريكية وتحث على الحوار

2025-04-10 09:18:32   

بكين 9 أبريل 2025 (شينخوا) تعهدت الصين اليوم (الأربعاء) باتخاذ تدابير مضادة بما لديها من "إرادة قوية" و"وسائل وفيرة"، وذلك في أعقاب زيادة الولايات المتحدة لرسومها الجمركية، كما حثت على الحوار لتسوية الشواغل المتبادلة واستقرار العلاقات بين البلدين.

صرح مسؤول بوزارة التجارة الصينية قائلا "أود التأكيد أنه لا رابح في حرب تجارية، وأن الصين لا تريد حربًا تجارية، لكن الحكومة الصينية لن تقف بأي حال مكتوفة اليدين بينما يقع الضرر على الحقوق المشروعة لشعبها ويُحرَم الشعب من حقوقه".

أدلى المسؤول بهذه التصريحات ردًا على أسئلة وسائل الإعلام بشأن كتاب أبيض أصدره المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني اليوم (الأربعاء)، حول موقف الصين بشأن بعض القضايا المتعلقة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة.

على مدار 46 عامًا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، شهدت العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين تطورًا سريعًا. ارتفع حجم التجارة بين البلدين من أقل من 2.5 مليار دولار أمريكي في عام 1979 إلى ما يقرب من 688.3 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وفقًا للكتاب الأبيض.

وأشار المسؤول إلى أن نجاحات الصين تمثل فرصًا للولايات المتحدة لا تهديدات، وبالمثل تمثل نجاحات الولايات المتحدة فرصاً للصين لا تهديدات. وأعرب عن أمل الصين في أن تلغي الولايات المتحدة فورًا فرضها الرسوم الجمركية بشكل أحادي، وأن تعمل مع الصين لتعزيز الحوار وإدارة الخلافات وتعزيز التعاون.

وأعرب المسؤول عن استعداد الصين للتواصل مع الجانب الأمريكي بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية الرئيسية بين البلدين، ومعالجة شواغلهما من خلال الحوار والمشاورات على قدم المساواة، والعمل معًا لتعزيز تنمية مطردة وصحية ومستدامة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية-الأمريكية.

وأوضح المسؤول أن استخدام الولايات المتحدة للرسوم الجمركية كسلاح لممارسة أقصى قدر من الضغط والسعي وراء المصالح الذاتية هو سلوك نموذجي للأحادية والحمائية والتنمر الاقتصادي.

وقال إنه تحت ستار السعي إلى "المعاملة بالمثل" و"النزاهة"، تنخرط الولايات المتحدة في ألعاب صفرية، وهي في الأساس، تسعى إلى "أمريكا أولا" و"الاستثنائية الأمريكية".

وأضاف المسؤول أن الجانب الأمريكي يستغل الرسوم الجمركية لتقويض النظام الاقتصادي والتجاري الدولي القائم، مُقدماً مصالح الولايات المتحدة على الصالح العام العالمي ومضحياً بالمصالح المشروعة لدول العالم لخدمة أجندة الهيمنة الأمريكية.

وأشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة تتعمد أيضاً قطع سلاسل الصناعة والإمداد العالمية الراسخة، وتنتهك قواعد التجارة الحرة الموجهة نحو السوق، قائلاً إن هذه الممارسات تُعيق بشكل خطير التنمية الاقتصادية لدول العالم، وتؤثر على النمو المستقر طويل الأجل للاقتصاد العالمي.

وقال المسؤول "لقد أثبت التاريخ والحقائق أن رفع الولايات المتحدة للرسوم الجمركية لن يحل مشكلاتها"، مشيرًا إلى أنه سيؤدي إلى تقلبات حادة في السوق المالية، ويزيد من الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة، ويضعف أساسها الصناعي، ويزيد من خطر الركود الاقتصادي، وفي النهاية، سيأتي بنتائج عكسية.

وأضاف أن الصين والولايات المتحدة، بصفتهما أكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في العالم على التوالي، يتكاملان بشكل كبير في مجالات الثروات الطبيعية، والموارد البشرية، والسوق، ورأس المال، والتكنولوجيا، وغيرها، ويمكنهما تحقيق منفعة متبادلة ونتائج مربحة للجانبين.

جاء الكتاب الأبيض في وقت أدى فيه تزايد الأحادية والحمائية في الولايات المتحدة إلى عرقلة كبيرة للتعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي بين البلدين.

منذ بداية الاحتكاكات التجارية في عام 2018، فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية على الصادرات الصينية بقيمة تزيد عن 500 مليار دولار أمريكي، واستمرت في تنفيذ سياسات تهدف إلى محاصرة الصين وكبحها. وفرضت الولايات المتحدة حديثاً تعريفات إضافية شاملة على المنتجات الصينية، تشمل تعريفات جمركية بذريعة قضية الفنتانيل، و"التعريفات الجمركية المتبادلة"، و50 بالمئة إضافية على التعريفات الجمركية الحالية.

وذكر الكتاب الأبيض أن هذه الإجراءات - التي تكشف عن الطبيعة الانعزالية والقسرية للسلوك الأمريكي - تتعارض مع مبادئ اقتصاد السوق والتعددية، وستكون لها تداعيات خطيرة على العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية-الأمريكية.

وأضاف المسؤول أن الحكومة الصينية أصدرت هذه الوثيقة في هذا السياق لتوضيح الحقائق المحيطة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية-الأمريكية، وتحديد موقفها السياسي بشكل منهجي بشأن القضايا ذات الصلة، وكشف الضرر الذي تسببه الأحادية والحمائية على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وإظهار عزمها الراسخ على حماية المصالح الوطنية والتمسك بالنظام التجاري متعدد الأطراف.

وأوضح الكتاب الأبيض أن الجانب الصيني لطالما أكد أن العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية-الأمريكية متبادلة النفع ومربحة للجانبين في طبيعتها.

إن الصين والولايات المتحدة دولتان كبيرتان تمر كل منهما بمرحلة مختلفة من التنمية، ولهما نظامان اقتصاديان مختلفان، ولهذا من الطبيعي أن تكون هناك خلافات واحتكاكات بين الصين والولايات المتحدة في تعاونهما الاقتصادي والتجاري، بحسب الوثيقة.