شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي

شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي>>الأخبار>>أخبار الصين

تعليق: لا تزال عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية تواجه العديد من التحديات والعقبات التي تعيق الجهود الرامية إلى تحقيق"حل الدولتين"

2025-08-12 13:31:25   

بعد قرابة 22 شهرًا من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، عاد المجتمع الدولي للتركيز على "حل الدولتين". ووفقًا لتقرير صادر عن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في الأول من أغسطس الجاري، اعترفت 147 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين. وقد توصل المجتمع الدولي إلى إجماع غير مسبوق: السبيل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو تطبيق "حل الدولتين". ورغم الانقسامات الداخلية في فلسطين، أصدرت حماس بيانًا أعلنت فيه أنها ستنزع سلاحها بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة. ومع ذلك، لا يزال التطبيق الفعلي لـ"حل الدولتين" محفوفًا بالصعوبات.

يعتقد لي شاوشيان، العميد الفخري لمعهد دراسات الصين والدول العربية بجامعة نينغشيا، أن المشكلة الأساسية في تطبيق "حل الدولتين" تكمن في موقف إسرائيل. وقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مرارًا وتكرارًا علنًا عن معارضته لـ"حل الدولتين". وفي ظل الوضع الراهن، لا يمكن لموقف إسرائيل أن يتغير إلا في حالتين: أولًا، حدوث تحول في المشهد السياسي الإسرائيلي، مما قد يؤدي إلى تغيير مماثل في السياسات. ثانيًا، ممارسة ضغوط كبيرة من الولايات المتحدة على إسرائيل.

ويرى لي شاوشيان أن أكبر عقبة أمام تطبيق "حل الدولتين" تكمن في أن معظم الأراضي التي تسعى فلسطين لإقامة دولة مستقلة عليها تقع حاليًا تحت الاحتلال الإسرائيلي الفعلي. في السابق، اعترف المجتمع الدولي، بما في ذلك إسرائيل، بالضفة الغربية وقطاع غزة كأراضٍ فلسطينية. إلا أن هذا الوضع قد تغير. حيث أقرّ الكنيست الإسرائيلي مؤخرًا اقتراحًا بأغلبية 71 صوتًا مقابل 13، يدعم تأكيد إسرائيل لسيادتها على الضفة الغربية. ومع أن هذا الاقتراح غير ملزم قانونيًا، إلا أنه يُظهر أن هدف إسرائيل هو ضم الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يُلغي فعليًا وجود فلسطين. ويُمثل هذا حاليًا أكبر عقبة أمام تطبيق "حل الدولتين".

ومع ذلك، تشهد اسرائيل معارضة داخلية متزايدة. في الرابع من أغسطس الجاري، بالتوقيت المحلي، نظّم بعض الإسرائيليين مظاهرة احتجاجية في تل أبيب، مطالبين بإنهاء سريع للصراع في غزة والإفراج عن المعتقلين. ووفقًا لصحيفة الغارديان البريطانية، أصدر حوالي 600 مسؤول أمني إسرائيلي سابق، بمن فيهم الرئيس السابق للموساد وكبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين السابقين، رسالة مفتوحة مشتركة أعربوا فيها عن استيائهم من سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه غزة. وأكدت الرسالة أن حماس لم تعد تُشكّل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل، وأن إنهاء الحرب والإفراج عن المعتقلين هو الطريق الصحيح للمضي قدمًا.

لذلك، يرى سون دي قانغ، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان، أن "حل الدولتين" يُتيح حاليًا فرصًا جديدة. ويعتقد أن وضع العزلة الدولية المتزايدة للولايات المتحدة وإسرائيل سيساعد على تعزيز تطبيق "حل الدولتين". مؤكدًا أن الولايات المتحدة هي أكبر عقبة أمام تطبيق " حل الدولتين". حيث لم تتوقف عن استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لعرقلة انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة ووقف إطلاق النار في غزة. وفي ساحة المعركة، تغاضت عن تعدي الحكومة الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية، مما جعل أمل قيام دولة فلسطينية مستقلة بعيد المنال. علاوة على ذلك، لم تحقق فلسطين بعد وحدة داخلية كاملة، مما يمنعها من التحدث بصوت واحد.