لاسا 20 أكتوبر 2025 (شينخوا) في قرية جياما الواقعة شمالي مدينة لاسا بمنطقة شيتسانغ ذاتية الحكم بجنوب غربي الصين، تجلس رينتشن تشودرون، البالغة من العمر 70 عاما، في غرفة الجلوس الواسعة والمريحة بمنزلها، وتتذكر ماضيها قائلة "في طفولتي، كنت واحدة من الأقنان الذين يعملون لدى الإقطاعيين. كنا نعاني الجوع دائما، وملابسنا كانت بالية نرقعها مرارا حتى يصعب ارتداؤها".
وفي مارس عام 1959، قاد الحزب الشيوعي الصيني أبناء مختلف القوميات في منطقة شيتسانغ الصينية لتنفيذ الإصلاح الديمقراطي، ما غير مصير رينتشن تشودرون وأسرتها. فقد حصلت عائلتها آنذاك على قطعة أرض، وكانت تلك المرة الأولى التي يمتلكون فيها أرضا خاصة بهم.
وفي عام 1965، تأسست منطقة شيتسانغ ذاتية الحكم. وبعد مرور خمس سنوات، تم اختيار رينتشن تشودرون لدراسة الطب التبتي، ثم عادت إلى قريتها لتعمل طبيبة.
وقالت "كانت أجرتي الشهرية لا تتجاوز تسعة يوانات، لكنني كنت أشعر بفخر كبير لأنني أقدم العلاج لأبناء قريتي". وبعد ذلك تولت رينتشن تشودرون عددا من المناصب في القرية، منها مديرة شؤون المرأة وعضوة في اتحاد المرأة، وساهمت في دفع تنمية قريتها.
وفي عام 2006، انتقلت أسرتها من الجبل إلى السفح بسبب تهديد الانهيارات الطينية، وسكنت في بيت جديد بني بدعم من الحكومة. وفي عام 2015، افتتحت الأسرة نُزلا صغيرا، وبعد عدة توسعات وتجديدات أصبح النزل اليوم يضم أكثر من 50 سريرا.
وقالت رينتشن تشودرون إن أسرتها كانت في الماضي تعيش في بيت ضيق لا تتجاوز مساحته 18 مترا مربعا، يتشارك فيه أربعة أشخاص. وأضافت أن الأسرة باتت اليوم تدير نزلا يستقبل الزوار من مختلف أنحاء البلاد، مشيرة إلى أن دخلها السنوي تجاوز 300 ألف يوان (حوالي 42.3 ألف دولار أمريكي) في العام الماضي.
وتستمتع رينتشن تشودرون في أوقات فراغها بمشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة على الهاتف أو متابعة المسلسلات التلفزيونية، مشيرة إلى أنه في الماضي لم تكن الكهرباء مستقرة في مناطق الرعي، ناهيك عن توفر الهواتف أو التلفاز.
ومع تحسن ظروف المعيشة، ازدادت فرصها للسفر، حيث زارت بكين لمشاهدة القاعة التذكارية للرئيس ماو تسي تونغ، وسافرت أيضا إلى مقاطعات سيتشوان ويوننان وشنشي ولياونينغ.
ومؤخرا، التحقت حفيدتها بأكاديمية الطيران المدني الصينية، الأمر الذي أسعدها كثيرا وأشعرها بالفخر لرؤية الجيل الجديد يحقق أحلاما أوسع.
وتتمتع قرية جياما اليوم بطرق معبدة ومساكن تقليدية على الطراز التبتي، وينشغل السكان بجمع الأعلاف استعدادا لفصل الشتاء.
وتمتلك رينتشن تشودرون أكثر من 50 رأسا من الياك، وقد أصبح قطاع تربية الياك مصدرا رئيسيا لزيادة دخل الرعاة المحليين.
وتضم قرية جياما حاليا 440 أسرة ويبلغ عدد أفرادها 2102 شخص، فيما يصل إجمالي عدد المواشي إلى 28 ألف رأس، ويواصل نصيب الفرد من الدخل القابل للتصرف في القرية ارتفاعه بشكل مطرد عاما بعد عام.
وبلغ نصيب الفرد من الدخل القابل للتصرف لسكان الريف في منطقة شيتسانغ أكثر من 21 ألف يوان في عام 2024، بزيادة 8.3 في المائة على أساس سنوي، وهو أعلى معدل نمو على مستوى البلاد.
شهدت حياة أسرة رينتشن تشودرون تحولات جذرية على مدار عقود. وعلى هذه الهضبة الثلجية، تنعم أعداد متزايدة من الأسر الزراعية والرعوية اليوم بحياة جديدة تزدان بالاستقرار والازدهار.