القاهرة 28 أكتوبر 2025 (شينخوا) في أجواء احتفالية مبهجة تؤكد المدى الذي وصلت إليه العلاقات الصينية - المصرية من قوة وتناغم وتعاون وطيد، أقامت جمعية الصداقة المصرية الصينية ليل الإثنين/الثلاثاء حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وشهد الحفل الذي أقيم بأحد الفنادق الكبرى المطلة على النيل بالقاهرة، مشاركة واسعة وحضور السفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشيانغ والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والسفير أبو بكر حفني نائب وزير الخارجية المصري، والسفير علي الحفني نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، والسفير محمد العرابي رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، ومشاركة عدد كبير من كبار المسؤولين المصريين والصينيين والبرلمانيين والأكاديميين وممثلي المجتمع المدني.
وتأسست جمعية الصداقة المصرية - الصينية في عام 1958، بعد عامين فقط من إقامة العلاقات المصرية - الصينية، لتكون أول جمعية صداقة عربية وإفريقية مع الصين.
وأكد السفير لياو لي تشيانغ، أن العلاقات بين الصين ومصر منذ إقامة العلاقة الدبلوماسية تتطور بشكل سليم ومستقر، وأصبحت نموذجاً يُحتذى به للتعاون بين دول الجنوب، مشيرا إلى أنه في السنوات الأخيرة، حقق التعاون بين البلدين إنجازات مثمرة في كافة المجالات، الأمر الذي يدفع العلاقات الثنائية نحو هدف بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.
وقال لياو، في كلمته، إن نتائج الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني التي عقدت مؤخراً في بكين، رسمت خطة شاملة لتحقيق التحديث الصيني النمط، مؤكدا أن أبرز إنجازاتها كان "توصية اللجنة المركزية بشأن وضع الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية"، التي تشكل التصميم من أعلى المستوى لمسار التنمية في السنوات الخمس المقبلة.
وشدد على أن الصين، في مواجهة الرياح المعاكسة القوية، ظلت مرساة الاستقرار للنمو العالمي، مشيراً إلى أن العوامل الداعمة والاتجاه الأساسي لنمو الاقتصاد الصيني على المدى الطويل لن تتغير خلال فترة "الخطة الخمسية الخامسة عشرة".
ولفت إلى استعداد الصين لمشاركة فرص التنمية مع دول العالم وتعزيز التنمية المشتركة، الأمر الذي يعكس عزيمة الصين وثقتها الراسخة لتوسيع الانفتاح على مستوى عال، ومن شأنه أن يضخ مزيداً من عوامل اليقين والطاقة الإيجابية في العالم.
ونوه السفير الصيني إلى أن الصين، في مواجهة الاضطرابات والتغيرات، ظلت تدافع بثبات عن السلم العالمي، مستذكراً وقوف الصين قبل ثمانين عاماً مع قوى العدالة في العالم لهزيمة الفاشية ومساهمتها في انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم صابر، إن العلاقات المصرية - الصينية أصبحت اليوم نموذجا يحتذى به في التعاون القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مدعومة برؤية القائدين الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، اللذين وضعا أسس شراكة استراتيجية شاملة بين بلدينا في مختلف المجالات، والتي تم توقيعها في عام 2014 خلال الزيارة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي للصين.
وأكد صابر، في كلمته، اعتزازه بالعلاقات المتنامية مع المدن الصينية الكبرى، متطلعا إلى تعزيز التعاون المحلي في مجالات التنمية الحضرية، والبنية التحتية، والثقافة، والتعليم، بما يسهم في تبادل الخبرات ودعم التنمية المستدامة التي تتسق مع رؤية مصر 2030.
وثمن محافظ القاهرة التجربة الصينية الرائدة في البناء والتكنولوجيا والابتكار، والتي تمثل مصدر إلهام وتجربة ثرية نحرص على الاستفادة منها في مسيرة التطوير التي تشهدها القاهرة وسائر المدن المصرية.
بدوره، أكد السفير علي الحفني، أن الصين أصبحت إحدى أكبر دول العالم بفضل تطبيق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الحديث، مشيرا إلى أنها حققت نجاحات كبيرة في مختلف المجالات نتيجة سياسات الإصلاح والانفتاح التي تنتهجها القيادة الصينية.
وأوضح الحفني، في كلمته، أن سياسات الإصلاح والانفتاح التي تبنتها الصين كانت الركيزة الأساسية لنجاح تجربتها التنموية الفريدة، مؤكدا أن مصر تشارك بفعالية في مبادرة الحزام والطريق وتؤيد الجهود الصينية في الإصلاح الدولي والمبادرات الأربع التي أطلقتها الصين لدعم التنمية والسلام في العالم.
وأعرب الدكتور ضياء حلمي الفقي الأمين العام لغرفة الصداقة المصرية الصينية، عن سعادته البالغة للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الـ 76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، مشيدا بمدى التطور الكبير الذي تشهده العلاقات المصرية - الصينية، مؤكدا في الوقت نفسه أنه مازالت هناك فرصا كبيرة للغاية للمزيد من تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات.
وقال الفقي لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يتفقد معرض الصور المقام بالاحتفالية، إن مصر والصين تمتلكان قدرات وفرصا اقتصادية وتكنولوجية وبشرية هائلة، تتطلب بذل الكثير من الجهود لاستثمارها واستغلالها الاستغلال الأمثل بما يعود بالفائدة على البلدين الصديقين.
فيما أشار اللواء محمد حسين وكيل أول وزارة رئيس قطاع الخدمات بالهيئة العامة للاستعلامات المصرية، إلى أن المشاركة المصرية الواسعة في الاحتفال بالذكرى الـ 76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية تؤكد التقارب الإنساني والنفسي والثقافي بين الشعبين المصري والصيني.
وقال حسين لـ ((شينخوا))، إن العلاقات الرسمية بين الصين ومصر على مختلف المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية شهدت في السنوات الأخيرة طفرة هائلة، وهو ما انعكس إيجابا على مستويات التعاون المشترك وعلى العلاقات الشعبية المتجذرة عبر مراحل مختلفة من التاريخ.