مقالة: "الأمل الجديد".. مبادرة صينية تسهم في نهضة الريف المصري

القاهرة 19 نوفمبر 2025 (شينخوا) أشاد مسؤولون ومواطنون مصريون بمشروع "الأمل الجديد" الصيني المصري للتدريب بشأن تربية الدواجن، وأكدوا أن المشروع يسهم في نهضة الريف المصري، وزيادة دخل المستفيدات.

وعبروا في مقابلات مع وكالة أنباء ((شينخوا)) عن أملهم في توسيع نطاق المشروع ليشمل عددا أكبر من القرى المصرية.

جاء ذلك على هامش ندوة "خطة النهوض بالريف"، التي نظمتها شركة ((نيو هوب)) الصينية أمس (الثلاثاء) في القاهرة، بحضور السفير الصيني لياو لي تشيانغ، ومئات الأشخاص من بينهم مسؤولون من وزارات الزراعة والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي المصري وبعض المستفيدات من برنامج "الأمل الجديد".

وأطلقت سفارة الصين لدى مصر والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي المصري وشركة ((نيو هوب)) في أغسطس الماضي مبادرة "الأمل الجديد" للتمكين الاقتصادي في محافظة المنوفية شمال القاهرة، وذلك لتدريب 100 سيدة من قريتين على كيفية تربية الكتاكيت.

وحققت المرحلة الأولى من المشروع نجاحا كاملا، وفائدة اقتصادية تقترب من 10 آلاف جنيه مصري للأسرة الواحدة، وفق الصفحة الرسمية للسفارة الصينية بالقاهرة على ((فيسبوك)).

ويعد هذا المشروع، الذي انطلقت مرحلته الثانية في أكتوبر الماضي، "نموذجا يحتذى به للمشاريع المعيشية الصغيرة بين الصين ومصر، بما يسهم في بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك".

-- الصينيون فازوا بـ"أكبر معركة لتخفيف حدة الفقر"

وخلال الندوة، قدم السفير الصيني في القاهرة لياو لي تشيانغ عرضا للإنجازات العظيمة التي حققتها الصين في مجال تخفيف حدة الفقر، مؤكدا أن الشعب الصيني "فاز بأكبر معركة لتخفيف حدة الفقر، وأكثرها كثافة وتأثيرا في تاريخ البشرية، وقدم مساهمة كبيرة في الحد من الفقر العالمي".

وأشار إلى أن الخطة الخمسية الـ 15 تؤكد أن الصين ستواصل تعزيز التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وتنسيق بناء المشاريع الكبرى، ومشاريع سبل العيش "الصغيرة لكن الجميلة".

وشدد على أن الصين على استعداد لتعميق التعاون الصيني المصري في مجال تحسين معيشة الشعب، والمساهمة في تخفيف حدة الفقر، والنهوض بالريف في مصر.

-- المشروع أسهم في توفير حياة كريمة للمستفيدات

وعبر طارق حسن محمد مدير أول الاتصالات الحكومية بمؤسسة ((مصر الخير))، عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، عن شكره للصين على مبادرة "الأمل الجديد" التي يتم تنفيذها في الريف المصري.

وقال محمد لـ ((شينخوا))، إن شركة ((نيو هوب)) الصينية توفر للنساء المستفيدات من المبادرة التدريب على تربية الكتاكيت داخل المنازل والأعلاف والخدمات البيطرية والتوعية والإرشاد، وهو ما سهل لهن الكثير من الأمور.

ومن القرى التي يجري فيها تنفيذ المبادرة "ساقية أبوشعرة" بمركز أشمون بالمنوفية، والتي تعد من القرى الأكثر فقرا في مصر، وفق محمد الذي تابع "نتمنى أن ننفذ فيها مشروعات أكثر لكي نحقق للأسر حياة كريمة، ومشروع مثل تربية الثروة الداجنة الذي تدعمه شركة نيو هوب أفاد هذه الأسر كثيرا".

وأضاف أن "هذا المشروع رفع المستوى الاجتماعي للنساء المستفيدات، من خلال المكافآت المالية التي حصلن عليها في مدة قليلة تكاد تكون 45 يوميا، هي مدة الدورة الأولى، ولم يصدقن أن هذا الدخل يأتي من تربية عدد 50 كتكوتا، حتى أن بعض النساء قلن إنه لم يكن لديهن الدخل الكافي للإنفاق على أسرهن لكن حاليا أصبح لديهن الدخل الكافي الذي يوفر حياة آمنة وكريمة وسعيدة لأسرهن".

ووصف محمد، مشروع "الأمل الجديد" بأنه "أكثر من ممتاز لأنه تتوفر فيه كافة الأركان من الدعم والتنفيذ والإشراف والمتابعة والتسويق للمنتج، وهذه دورة كاملة للتنمية والنهوض بالفرد، الذي استفاد كثيرا جدا من المشروع".

-- مبادرة مهمة ودعوات لتوسيع نطاقها

واعتبر الدكتور ولاء جاد الكريم مدير الوحدة المركزية بمبادرة "حياة كريمة" بوزارة التنمية المحلية، أن "العلاقات المصرية الصينية قديمة وراسخة وتشهد تطورا كبير جدا، وأحد ملامح هذا التطور المبادرة التي يتم تنفيذها بالتعاون بين التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في مصر وشركة نيو هوب بدعم من السفارة الصينية ومشاركة الهيئات المصرية المعنية".

وشدد جاد الكريم لـ ((شينخوا)) على أن "هذه المبادرة مهمة لأنها تتكامل مع مبادرة حياة كريمة، التي تعد البرنامج التنموي الأكبر في مصر، وأيضا تتكامل مع الجهود التي تبذلها الدولة لنهضة وتنمية الريف المصري وتحسين سلاسل الإمداد بالغذاء".

وتابع أن "المبادرة مهمة أيضا لأنها تتعامل مع تحديات مهمة في الريف المصري خاصة المتعلقة بالإنتاج الداجني والحيواني، وتخلق فرص عمل مستدامة لمواطني الريف خصوصا النساء، كما أنها مناسبة مع القيم الاجتماعية والثقافية وطبيعة الأنشطة الاقتصادية السائدة في الريف المصري، وهذا شئ جيد وقيمة مضافة مهمة".

ودعا إلى توسيع نطاق مبادرة "الأمل الجديد" في الريف المصري، وحث الشركات الصينية على دعم تنفيذ المبادرة في عدد أكبر من القرى المصرية.

ووصف تجربة الصين في تحقيق النهضة بالريف الصيني بأنها "جيدة وملهمة، ونقدر نتعاون ونتعلم من التجربة الصينية في تحقيق نهضة اقتصادية قوية في الريف المصري".

وقال "نحن ننظر بإعجاب شديد إلى التجارب الصينية وقدرة الصين على توفير الأمن الغذائي لمئات الملايين من السكان الصينيين، وهذه تجربة تستحق أن تُستلهم في مصر".

وأكد أن "قدرة الصين على القضاء على الفقر المدقع بشكل مطلق قصة ملهمة جدا، وأتصور أنه مهم أن تكون مجال دراسة من جانبنا لنتعلم منها".

-- المستفيدات من المبادرة

ومن بين المستفيدات من مبادرة "الأمل الجديد" محاسن محمد السيد، وهي أم لثلاثة أطفال من قرية "سبك الأحد" بالمنوفية.

وأشادت محاسن بجهود شركة ((نيو هوب))، التي "وفرت كل حاجة" لها من الكتاكيت والأعلاف والأدوية، وساعدتها في تربية الكتاكيت.

وقال السيدة الريفية، لـ ((شينخوا))، "أنا سعيدة أني شاركت في هذا المشروع، لقد استفدنا منه كثيرا، وبعت الفراخ بأسعار كويسة، وأتمنى الاستمرار في المشروع".

بدورها، عبرت إسراء على السيد (26 عاما) عن شكرها لشركة ((نيو هوب))، التي "وفرت لنا كل شئ من المستلزمات بداية من الأعلاف والأدوية والأطباء الذين كانوا يتواصلون معنا أسبوعيا".

وقالت "لقد شاركت في المشروع في أغسطس الماضي، ولم أكن أعرف شيئا عن تربية الدواجن، وبمساعدة الشركة نجحت في أول مرحلة، وهذا المشروع مربح، وهناك بيوت تعيش من خلاله".

وتتمنى إسراء، الاستمرار في المشروع الذي ساعدها على زيادة دخلها، بل وإنشاء مزرعة كبيرة لتربية الدواجن. /نهاية الخبر/