شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي

شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي>>الأخبار>>الصين ودول الحزام والطريق

تعليق: الطائرات الصينية الكبيرة تبعث برسالة ثقة في الشرق الأوسط

2025-11-25 16:48:01   
تعليق: الطائرات الصينية الكبيرة تبعث برسالة ثقة في الشرق الأوسط

عندما حلقت طائرة الركاب C919 ذات الألوان الزاهية برشاقة فوق الصحراء وهبطت بسلاسة على مدرج مطار آل مكتوم الدولي في دبي، الإمارات العربية المتحدة، لم يكن الأمر مجرد عرض جوي، بل كان بمثابة إعلان. ومع عرض طائرتي C919 وC909، اللتان طورتهما الصين بشكل مستقل، لأول مرة في معرض دبي للطيران مؤخرًا، تم خطوة مهمة إلى الأمام لطائرات الركاب الصينية الكبيرة في رحلتها نحو "اختراق الأسواق الخارجية".

وبخلاف المعارض السابقة التي اعتمدت حصريًا على النماذج، شاركت شركة الطائرات التجارية الصينية (كوماك) في معرض هذا العام بعرض طائرة حقيقية. وقد انطلقت الطائرة C919 من الصين، وتوقفت في دكا، بنغلاديش، ثم حلقت أخيرًا إلى دبي، وخضعت لاختبارات عملية في مناخات تتراوح بين الصحاري المعتدلة والاستوائية، مما أثبت قدرتها على التوصيل لمسافات طويلة وموثوقية نظامها. وفي منطقة العرض الثابتة، اجتذب التصميم الشرقي لمقصورة C919 العديد من العملاء الدوليين. وأصبحت هذه التجربة الثقافية المتميزة بمثابة سمة مميزة للصناعة الصينية في سعيها نحو الأسواق الراقية.

كما تستهدف طائرة C909 منطقة الشرق الأوسط، السوق الأكثر ديناميكية لطائرات رجال الأعمال في العالم، حيث عرضت نموذجًا لطائرة رجال أعمال. ويشير هذا إلى أن شركة كوماك اختارت تجنب المنافسة المباشرة في سوق الطائرات الإقليمية التقليدية، مستفيدةً من نقاط قوتها للتركيز على "طائرات رجال أعمال عالية الأداء واقتصادية وذات مقصورة كبيرة"، مما يُظهر فهمًا عميقًا للسوق الدولية.

يأتي معرض دبي للطيران هذا العام في سياق فريد. ويشهد قطاع الطيران العالمي حاليًا "انتعاشًا مؤلمًا"، مع ارتفاع الطلب، لكن الشركات الغربية العملاقة غارقة في صعوبات. وبسبب التأخيرات المتكررة في التسليم، انتقلت شركة طيران دبي، التي كانت تُشغّل أسطولًا كاملًا من طائرات بوينغ، إلى إيرباص، وطلبت 150 طائرة من طراز A321neo، مما شكّل جرس إنذار لشركة بوينغ. مع ذلك، تواجه إيرباص أيضًا اختناقات في سلسلة التوريد، حيث غالبًا ما يعني تراكم الطلبات أن العملاء الجدد سيضطرون إلى الانتظار لسنوات عديدة لاستلام طائراتهم.

لقد أتاح هذا الوضع، المتمثل في "وجود طلبات دون القدرة على تلبيتها"، لشركة كوماك فرصة استراتيجية واعدة. حاليًا، تتوق دول الخليج، مثل المملكة العربية السعودية، إلى تعزيز "رؤيتها 2030"، وتحتاج بشدة إلى بناء شبكة طيران مستقلة وخاضعة للرقابة، غير راغبة في تعريض مصيرها للخطر بشكل كامل بسبب سلاسل التوريد الغربية غير المستقرة. لذلك، فإن طائرة C919 ليست مجرد طائرة، بل هي أيضًا "حل صيني" عملي. وفي هذا المعرض، كشفت كوماك أيضًا عن خطتها لتطوير نسخة "موسّعة" (210 مقعد) من طائرة C919، مما يُظهر عزمها على بناء محفظة منتجات متكاملة والمشاركة بفعالية في المنافسة العالمية.

جذبت اتصالات كوماك المعمقة مع المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا خلال المعرض الجوي. وتدرس مجموعة الطيران السعودية إمكانية إنشاء خط تجميع نهائي لطائرة C919 في جدة. وفي حال حدوث ذلك، فسيكون مثالًا بارزًا على "التوجه العالمي" للتصنيع الصيني الراقي: ستحقق المملكة العربية السعودية قفزة نوعية في الطاقة الإنتاجية، بينما ستتمكن كوماك من تجاوز الحواجز التجارية والحصول على "موافقة محلية" لطائرة C919 في العالم العربي. وفي الوقت نفسه، أعلنت كوماك عن تعاونها مع شركة هونغ كونغ لصناعة الطائرات (HKAEC) وشركة ليبهر للطيران لبناء شبكة صيانة عالمية، مما يُظهر نهجًا منهجيًا "لتجهيز الإمدادات قبل نشر القوات".

ومع ذلك، مع الإشادة بالتقدم المحرز، من الضروري إدراك أن تدويل طائرات الركاب الصينية الكبيرة لا يخلو من التحديات. وتعد شهادة صلاحية الطيران العائق الرئيسي. وفي أبريل من هذا العام، صرّح مسؤولون كبار في الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، أن اعتماد طائرة C919 قد يستغرق من 3 إلى 6 سنوات أخرى، مما يعني أنه سيكون من الصعب دخول الأسواق الأوروبية والأمريكية الرئيسية على نطاق واسع قبل عام 2030. ويعود ذلك إلى أسباب موضوعية تتعلق بمواءمة المعايير الفنية، وحتمًا، إلى اعتبارات "العوائق الفنية" الغربية.

كما يواجه تكثيف الإنتاج وأمن سلسلة التوريد تحديات أيضًا. ولا تزال عمليات تسليم طائرة C919 بحاجة إلى تسريع نظرًا لقيود توريد مكونات رئيسية مثل المحركات. كما سيؤثر تقدم تطوير محركات الطائرات في الصين، وخاصةً تطوير طائرة CJ-1000A، بشكل مباشر على مستقبل الطائرات الكبيرة. وسيُشكل الحفاظ على استمرارية الإنتاج في ظل قيود سلاسل التوريد الغربية اختبارًا صعبًا لقدرات شركة كوماك.

على أي حال، يُمثل ظهور طائرتي C919 وC909 لأول مرة في دبي نقطة تحول تاريخية في صناعة الطيران الصينية، حيث انتقلت من "استبدال الواردات" إلى "المنافسة العالمية". وفي الشرق الأوسط، المنطقة المحورية التي تربط آسيا وأفريقيا وأوروبا، تُظهر الطائرات الصينية الكبيرة قوتها: لا ينبغي أن يقتصر سوق الطيران العالمي على إيرباص وبوينغ، بل ينبغي أن يشمل أيضًا شركة الطائرات التجارية الصينية (كوماك). وعلى الرغم من أن الطريق أمامنا يتطلب التغلب على تحديات مثل شهادات صلاحية الطيران ومعالجة التقنيات الأساسية، تمامًا كما حدث مع طائرة C919 التي حلقت عبر الجبال والأنهار إلى دبي، فإن مسار الطائرات الصينية الكبيرة نحو الساحة العالمية قد تم تحديده بالفعل ولا رجعة فيه.

ولم تكن الرحلة إلى دبي مجرد عرض وبحث عن الاتجاهات، بل كانت أيضاً بمثابة بيان قوي بالثقة من جانب قطاع التصنيع الصيني الرفيع المستوى في طليعة السلسلة الصناعية العالمية.