شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي

شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي>>الأخبار>>أخبار الصين

من رنين الفولاذ إلى إيقاع الأغاني--- منطقة تيهشي الصناعية في مدينة شنيانغ تولد من جديد

2025-12-24 16:51:13   

24 ديسمبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ كانت منطقة تيهشي الصناعية في شنيانغ، بمقاطعة لياونينغ شمال شرق الصين، تُعرف في الماضي باسم "رور الشرق"، وكانت القلب الصناعي لأمةٍ نابضة بالحياة. فقد أنتجت مصانعها أول مخرطة في الصين، وأول فولاذ، وأول شعار وطني معدني، ورموز التقدم التي لا تعد ولا تحصى. كان صوت الآلات يملأ الأجواء في الماضي، أما اليوم فهي منطقة تعجّ بالإبداع والطموح والحياة.

في المتحف الصيني للصناعات، يتوقف الزمن وسط المحركات والأنابيب وفخر الأجيال الماضية. يستذكر العامل المتقاعد تشانغ نينغ أيام المجد قائلا: "كانت أفواج من العمال تتجه نحو أبواب المصانع، وعلب غداء مليئة بالأرز واللحم، والشعور بتحقيق الهدف هو الذي كان يُحرك مدينة بأكملها. تلك القصص باقية، لا كآثار، بل كأساس لعصر جديد".

عندما أطلقت شنيانغ توجيهًا تنمويًا في عام 2002، أفسحت مداخن المصانع القديمة المجال لأفق مدينة جديد. وبرزت شركات مثل مجموعة شينغو من إرث الصناعات الثقيلة، لتتحول إلى شركات رائدة في مجال الابتكار، حيث تُشغّل ضواغطها ومراوحها مشاريع في جميع أنحاء العالم. وفي المكان الذي كانت تقف فيه الآلات القديمة، تقود التكنولوجيا المتطورة الآن منطقة تيهشي نحو الأمام.

نفس روح التجديد تنبض أيضا في أرجاء حديقة هونغمي الثقافية والإبداعية، حيث يلتقي الماضي بالحاضر تحت جدران من الطوب الأحمر. كان الموقع في السابق مصنع هونغمي MSG، أما اليوم فهو ساحة للفنون والتصميم والموسيقى الحية. يقول لي بنغفي، مالك "مستودع المواد الخام لايف هاوس"، والذي يدير ما كان يُستخدم سابقًا كمخزن للمصنع: "لم نغير الاسم. عندما يأتي الشباب إلى هنا لحضور عرض، أريدهم أن يتذكروا ما كان عليه هذا المكان في الماضي". تحت أضواء المسرح، تمتزج أصداء الصناعة بإيقاع ثقافة الشباب، ما يُثبت أن الذاكرة والحداثة ترقصان جنبًا إلى جنب في تيهشي. بالنسبة للمغنية تشانغ تشيانغ، "ملكة الديسكو" الصينية، يُعد هذا دليلًا على أن الموسيقى الجيدة والروح الطيبة لا تزولان أبدًا.

لا تقتصر نهضة منطقة تيهشي على الجانب الصناعي فحسب، بل تتعداه أيضا إلى أعماق الجانب الإنساني. فمن بين الذين وجدوا فيها موطناً، مارك فالتنباخر، وهو مواطن ألماني قدم إلى شنيانغ قبل 15 عاماً للعمل لدى أحد موردي سيارات بي آم دبليو بريليانس. ومع مرور الوقت، ترسخت حياته المهنية وصداقاته وأسرته في هذه المدينة. يقول مبتسماً: "بصراحة، إنها موطني. لقد أحببت أهلها لأنهم عاملوني بلطف بالغ". بالنسبة لمارك، تيهشي ليست مجرد مكان عمله، بل هي المكان الذي بنى فيه حياته. تعكس قصته انفتاح المنطقة على المواهب العالمية وثقتها المتنامية كمركز دولي للابتكار.

قصصٌ مثل قصة شياو شياو، بطلة سباق الدراجات الجبلية الوطنية البالغة من العمر تسع سنوات، تُجسّد روح المنطقة العريقة. وفي هذا السياق تقول هذه الفتاة: "بعد سقوطي من دراجتي، لم أعد أخاف. لقد تعلمت من التجربة وسأحسن أدائي في المرة القادمة". شجاعتها تُجسّد روح تيهشي نفسها، فهي منطقة لا تعرف الخوف، مُصممة، ودائمة التقدم.

قصة المنطقة لها صدىً لدى الغرباء أيضاً. بالنسبة لمايكل كورتاغ، مقدم البرامج ومراسل صحيفة "بيبولز ديلي أونلاين"، وهو من سكان ديترويت، تحمل منطقة تيهشي أهمية شخصية. كانت ديترويت في يوم من الأيام مركزاً صناعياً عالمياً عريقاً، لكنها شهدت تراجعاً مع توقف المصانع عن العمل وتعرضت المجتمعات المحلية لمصاعب جمة. عندما رأى كورتاغ نهضة تيهشي، وجد فيها روحاً مشابهة. فكلتا المدينتين بُنيتا على عرق العمال ودويّ الآلات، وتجاوزتا فترات من الركود، وهما الآن ترسمان مساراتهما نحو المستقبل. إن عزيمة تيهشي وفخرها وإصرارها على إعادة البناء تُظهر أن روح التجديد تتجاوز الحدود.

من قاعات الآلات الصاخبة إلى الحدائق المفعمة بالضحكات، وجدت منطقة تيهشي انسجاماً بين ماضيها ومستقبلها. ومع تطور سكانها: مهندسين وفنانين ورياضيين وحالمين، أصبحت المنطقة التي كانت تُعرف سابقاً بالصلب باتت تُعرف اليوم بالقلب النابض بالحياة.