نانجينغ 30 ديسمبر 2025 (شينخوا) في مصنع ذكي لشركة فيو المحدودة للإلكترونيات بمدينة نانتونغ في مقاطعة جيانغسو شرقي الصين، تعمل الأذرع الآلية بدقة وانتظام، حيث يكتمل تجميع جهاز تلفاز بتقنية النقاط الكمومية كل 40 ثانية، ثم تشحن هذه المنتجات إلى أسواق الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، ومن بينها السعودية والمغرب.
وتعد الشركة مثالا على التحول الذي تشهده الصناعة الصينية. فبعد أن كانت تعتمد على تصنيع المعدات الأصلية للغير، نجحت الشركة في بناء علامتها التجارية المستقلة "كيه إم سي". وبفضل الأداء التقني والتصميم، تمكنت أجهزة التلفاز "كيه إم سي" من منافسة العلامات العالمية، لتحتل حصة سوقية ضمن الثلاثة الأوائل في السعودية، ما يعكس الارتقاء الشامل لقطاع الصناعات التحويلية في الصين، وتحول الأسواق العربية من مجرد وجهة تصدير إلى ساحة تنافس حقيقية للعلامات التجارية الصينية المستقلة.
ولا يقتصر هذا التحول على المنتجات الاستهلاكية، بل يمتد إلى التكنولوجيا المتقدمة. ففي شوارع دبي، باتت اختبارات السيارات ذاتية القيادة مشهدا مألوفا. سيارات من دون مقود تعبر التقاطعات، وتتعرف تلقائيا على إشارات المرور، في إطار تجارب علنية تنفذها شركات صينية متخصصة في هذا المجال.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط حضورا متزايدا للشركات الصينية في قطاع القيادة الذاتية. فقد أنشأت شركة "زيلوستيك" من مدينة سوتشو بمقاطعة جيانغسو مشروعا مشتركا مع مجموعة بريد الإمارات، المزود الاتحادي الرسمي للخدمات البريدية في الإمارات، مع خطة لإطلاق التشغيل التجاري لمركبات التوصيل ذاتية القيادة من المستوى الرابع في الإمارات خلال العام المقبل. كما سيُتخذ من الإمارات مقرا إقليميا لتوسيع الخدمات تدريجيا في أسواق الشرق الأوسط.
وقالت وانغ يونغ ليان، المسؤولة عن التسويق في شركة "زيلوستيك"، إن توطين التكنولوجيا يمثل جوهر التوسع الخارجي، موضحة أن الشركة ستقوم بتكييف حلولها التقنية مع الظروف البيئية المحلية، بما في ذلك درجات الحرارة المرتفعة في الصحراء وتعقيد التقاطعات المرورية، لتقديم حلول لوجستية ذاتية القيادة تناسب متطلبات المنطقة.
وإلى جانب التصنيع الذكي والتقنيات الرقمية، برزت التنمية الخضراء منخفضة الكربون كمجال جديد لتكامل الابتكار بين الصين والدول العربية.
ففي مدينة سوتشيان بمقاطعة جيانغسو، جرى تنفيذ مقطع طرقي باستخدام تقنية "الخلط المزدوج للبلاستيك المعاد تدويره" المطورة بشكل مشترك بين الصين والسعودية، ما أسهم في تحويل 33.4 طن من النفايات البلاستيكية إلى مواد الأسفلت، مع خفض التكاليف بنسبة 18.6 في المائة وتقليل انبعاثات الكربون بنسبة 36 في المائة.
ويمثل هذا المشروع نموذجا لمشاركة شركة "أرامكو" السعودية في ممارسات الصين لتحقيق أهدافها المتمثلة في الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني. وخلال السنوات الأخيرة، واصلت "أرامكو" توسيع استثماراتها في الصين في مجالات الكيماويات والمواد المتقدمة وتقنيات خفض الانبعاثات، ما يجعلها من أكبر المستثمرين الأجانب في البلاد.
ويرى خبراء أن هذا التكامل المتزايد بين التكنولوجيا الصينية ورؤوس الأموال العربية، سواء في التصنيع الذكي أو التنمية الخضراء، يؤكد أن التعاون الصيني-العربي يقوم على أسس السوق والمنطق الصناعي، ويشكل نموذجا للتكامل القائم على المنفعة المتبادلة، ما يضيف أبعادا جديدة لطريق الحرير في العصر الجديد. /نهاية الخبر/