شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي

شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي>>الأخبار>>الصين ودول الحزام والطريق

مسؤول مصري: مبادرة الحوكمة العالمية تستهدف الحد من الفجوة التنموية بين الشمال والجنوب

2025-09-16 15:39:39   

القاهرة 16 سبتمبر 2025 (شينخوا) أكد السفير عزت سعد، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، أن مبادرة الحوكمة العالمية التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، تستهدف تعزيز التعاون العالمي المشترك لزيادة القدرة على مواجهة التحديات، والحد من الفجوة التنموية بين بلدان الشمال والجنوب.

جاء ذلك خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، حيث أشار سعد إلى أن ميثاق الأمم المتحدة وُضع بعد حربين عالميتين، بينما يشهد العالم اليوم عقلية الحرب الباردة والحمائية والأحادية القطبية، مما استدعي إعادة النظر في منظومة الحوكمة العالمية، خاصة أن الأمم المتحدة تأسست لتحقيق الحوكمة وتوفير أطر قانونية تنظم العلاقات الدولية.

وأضاف سعد في معرض إعجابه بمبادرة الرئيس شي "ما أعجبني في هذه المبادرة هو التأكيد على أهمية التوقيت، حيث يمر النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية بتحديات غير مسبوقة من فوضى وحمائية وعقلية الحرب الباردة، مما يتطلب إرساء منظومة للحوكمة العالمية كما قال الرئيس شي".

وأوضح أن هناك خمس نقاط أو مرتكزات تقوم عليها المبادرة، من بينها مبدأ المساواة في السيادة، لافتا إلى أن الرئيس شي يحرص دائما على تأكيد هذا المبدأ في العلاقات الصينية-الأفريقية أو العلاقات الصينية-العربية ومختلف منصات التعاون.

وأضاف أن الصين تؤكد من خلال هذا الطرح مجددا على رفض التمييز بين الدول، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، غنية أو فقيرة، وضرورة ضمان تمثيل متكافئ للبلدان النامية أو بلدان الجنوب العالمي في المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية.

وأكد سعد أن مساهمة دول الجنوب في صنع القرار العالمي لا تزال غير كافية، وأن العديد من هذه الدول لديها شعور بالتهميش وأن آرائها لا تؤخذ بعين الاعتبار في العديد من القضايا التي تمس مصالحها مثل التنمية والسلام، خاصة فيما يتعلق باتخاذ القرارات المتعلقة بتمويل التنمية الاقتصادية.

وشدد سعد، الذي شغل سابقا منصب مساعد وزير الخارجية المصري، على وضوح الجهود الصينية في دعم بلدان الجنوب العالمي، مستشهدا بمنظمة شانغهاي للتعاون التي تتمسك بروح شانغهاي المتمثلة في "الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام التنوع الحضاري والسعي وراء التنمية المشتركة" في إطار المنظمة، مؤكدا حق كل دولة في الحصول على الاعتراف بمساهماتها في النظام الدولي.

في المقابل، سلط سعد الضوء على وجود أمثلة عديدة على المعايير المزدوجة، مشيرا إلى الموقف الغربي من النزاع بين روسيا وأوكرانيا مقارنة بموقفه من العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة كمثال صارخ على هذه المعايير. وأضاف أنه على المستوى الاقتصادي، توجد هناك أيضا أمثلة كثيرة على سياسة المعايير المزدوجة، التي تمارسها الولايات المتحدة، وقلبت موازين التعاون الدولي من خلال السياسات الحمائية الأحادية.

ولفت إلى أن مبادرة الحوكمة العالمية تدعو إلى التعاون الدولي والتنسيق المشترك لتمكين بلدان الجنوب من التعاون لمواجهة تحدياتها وتحقيق المصالح المشتركة، حيث تركز المبادرة على القضايا المشتركة لبلدان الجنوب والتحديات التي تواجهها.

كما نوه إلى أن أحد أهداف المبادرة يتمثل في الحد من الفجوة التنموية بين بلدان الشمال والجنوب بطريقة يمكن من خلالها تقاسم المنافع على قدم المساواة.

في سياق متصل، عبر سعد عن تفاؤله بنجاح القمة الصينية-العربية القادمة المزمع عقدها في الصين العام المقبل، عازيا ذلك إلى طبيعة التقارب الصيني العربي الحقيقي والعملي، الذي يأخذ بعين الاعتبار كافة العناصر والمتغيرات لضمان نجاح العلاقات بين الجانبين.