رابطة "الحزام والطريق" للتعاون الاخباري والاعلامي>>أولمبياد بكين الشتوية

ازدياد أعداد البلدات الصغيرة المخصصة للتزلج في الصين

2021-12-27 16:41:13    /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

6 ديسمبر 2021، منظر جوي لمنتجع يوندينغ للتزلج في تشانغجياكو الذي ستقام فيه بعض منافسات الألعاب الأولمبية الشتوية. وو ديان صن/ صورة الشعب

27 ديسمبر 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في الآونة الأخيرة أصبحت كل من بلدة تايوو وبلدة فولونغ سيجي الصغيرتين الواقعتين في حي تشونغلي في مدينة تشانغجياكو بمقاطعة خبي تحظيان بشعبية متزايدة. في كل فصل شتاء تكتسي هاتان البلدتان برداء فضي من الثلج حيث يأتي إليهما عشاق الرياضات الثلجية والجليدية واحدًا تلو الآخر ليبدؤوا موسما رياضيا حافلا.

في الماضي على الرغم من وجود الجبال ووفرة الموارد الثلجية الطبيعية، كان تطوير صناعة الجليد والثلج في تشونغلي متأخرًا نسبيًا. في عام 1997 افتتح حيّ تشونغلي أول منتجع للتزلج، وفي عام 2015 عندما فازت بكين وتشانغجياكو بحق استضافة الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية لسنة 2022 دخلت صناعة الرياضات الشتوية في هذا الحيّ مسارا سريعا.

يُعدّ إنشاء بلدات صغيرة في تشونغلي قائمة على صناعة الجليد والثلج مثالاً لتطور صناعة الرياضات الشتوية في الصين. في السنوات الأخيرة من مضمار تزلج واحد إلى منتجع تزلج إلى بلدات صغيرة للتزلج، نسقت هذه الأخيرة أعمالها وجعلتها أكثر وفرة لتلبية احتياجات المستهلكين الأكثر تنوعا وتعزيز تطوير صناعة الجليد والثلج والارتقاء بها في كافة المجالات سواء من ناحية الموارد البشرية أو رأس المال أوالتكنولوجيا عالية الجودة مع التركيز على هدف "دفع 300 مليون شخص للمشاركة في رياضات الجليد والثلج" واستغلال هذا الهدف لصالحها.

لفترة من الزمن واجهت صناعة الجليد والثلج مشاكل تنمية غير متوازنة وغير كافية. وقد أدت الخصائص الموسمية والإقليمية للرياضات الشتوية إلى تقييد آفاق تطوير هذه الصناعة سواء من الناحية المكانية أو الزمانية. يقول الناس دائما إن التحدي الذي تواجهه صناعة الجليد والثلج يكون في الشتاء، بل في الصيف أكثر. لكن لحسن الحظ تواصل العديد من البلدات الصغيرة التي بها منتجعات للتزلج الاستكشاف لتعزيز التطوير المشترك للموسم الثلجي وغير الثلجي. خلال موسم الربيع تركز البلدات الصغيرة في تشونغلي على تكوين فرق للنزهة، أما في الصيف فهي تركز على مفهوم "العطلة الصيفية للعائلة" وتجذب السائحين لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة والتصوير في فصل الخريف. وبذلك تكون العملية الشاملة لجميع المواسم قد ملأت فجوة الإيرادات في هذه البلدات في المواسم الأخرى، وحولت صناعة الجليد والثلج من جولة لموسم واحد إلى أربعة مواسم مزدهرة.

من وجهة نظر مكانية، لا تخترق هذه البلدات الصغيرة التي تحتضر منتجعات للتزلج القيود الجغرافية فحسب، بل توسع أيضًا حدود الصناعة. في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى المناطق الغنية بمصادر الجليد والثلج مثل مقاطعاتي هيلونغجيانغ وخبي، ترسخت فكرة إنشاء بلدات للتزلج أيضًا في تشونغتشينغ ويوننان ومقاطعات ومدن أخرى، واستمرت في اختراق نموذج التنمية الذي كان يعتمد على نموذج التزلج فقط. من المعسكر الشتوي للشباب إلى مهرجان موسيقى الجليد والثلج، من جذب الشركات إلى الاستقرار وإطلاق مسابقات واسعة النطاق، تعمل البلدات الصغيرة ذات الصلة على تحسين العناصر الصناعية وتشكيل مجموعات من الصناعات المتعددة. البلدات الصغيرة للتزلج ليست اليوم مجرد مكان رياضي، ولكنها تشمل أيضًا تنسيقات أعمال متعددة مثل مشاهدة المعالم السياحية وقضاء العطل والتجربة الثقافية وإنتاج المعدات الرياضية إلى غير ذلك، كما أن مجموعة المستهلكين ليست فقط من فئة الشباب وعشاق التزلج حيث يمكن لهذه البلدات أن تقدم للأفراد والعائلات والمجموعات أماكن للتدريب والمعارض والرعاية الصحية أيضًا، وعلى كل ما يحتاجون إليه.

وفقًا للإحصاءات بلغ حجم صناعة الرياضات الشتوية في الصين 600 مليار يوان في عام 2020، وهي تنتقل تدريجياً من استهلاك الرياضات المتخصصة إلى الاستهلاك الشامل. نظرًا لأن هذه الصناعة تتميز بخصائص الاستثمار الكبير والدورة الطويلة، يجب أن تصبح التنمية المتنوعة والمنافسة المتباينة اتجاه التنمية المستقبلي. نحن واثقون بأن الألعاب الأولمبية الشتوية القادمة ستوفر فرصًا جديدة لبناء بلدات للتزلج في الصين، كما أن التطوير المستمر لهذه البلدات سيساعد أيضًا 300 مليون شخص في أن تصبح أحلامهم المتعلقة بالتزلج حقيقة واقعية في القريب العاجل.