8 يوليو 2022، صفوف من السيارات الصينية في مرفأ نانشا بمدينة قوانغتشو، تنتظر الشحن عبر الباخرات إلى الأسواق العالمية. |
قام أحد المستخدمين الأستراليين مؤخرا بتجريب سيارة "أم جي، زي أس" العاملة بالطاقة الكهربائية، والتي تنتجها شركة "سايك" للسيّارات بشنغهاي، لمدة أسبوعين. وأبدى المستخدم رضاه الكبير عن تجربة الإستخدام، سيما الملاحة المستمرّة ونظام السلامة الذكي. ومع دخول العديد من ماركات السيارات الصينية الجديدة إلى الأسواق الدولية، بات االمستخدمون في الأسواق الخارجية يولون مزيدًا من الاهتمام للسيارات الصينية.
في هذا الصدد، قال يو ده مساعد رئيس شركة "سايك" للسيّارات بشنغهاي" إن عصر السيارات الصينية قد حان". وبحسب أحدث الإحصاءات الصادرة عن الرابطة الصينية لمصنعي السيارات فقد قامت شركات السيارات الصينية بتصدير 249 ألف سيارة في شهر يونيو من العام الحالي، بزيادة قدرها 1.8٪ على أساس شهري وزيادة سنوية بنسبة 57.4٪. وخلال النصف الأول من عام 2022 ، صدرت الصين ما مجموعه 1.218 مليون مركبة، بزيادة سنوية قدرها 47.1٪. أما في مايخص مركبات الطاقة الجديدة، أظهرت صادرات سيارات الطاقة الجديدة في الصين نموًا هائلاً منذ 2021. حيث بلغت الصادرات السنوية 310 آلاف مركبة، بزيادة سنوية قدرها 3 مرات. وبلغت صادرات السيارات الطاقة الجديدة خلال النصف ا لأول من العام الحالي 202 ألف سيارة، بزيادة 1.3 مرة على أساس سنوي. مما يعكس تسارع وتيرة تصدير السيارات الصينية خلال الأعوام الأخيرة.
لا يمكن فصل دخول السيارات الصينية إلى الأسواق المتقدمة، وحصولها على مزيد من الاعتراف من المستخدمين عن التحسين المستمر للجودة وتأثير العلامة التجارية. وفي الوقت الحالي، تتمتع العلامات التجارية الرئيسية للسيارات في الصين بقدرات تطوير مستقلة كليا، في مجال تصنيع المركبات الكاملة والشاسيه والمحركات وناقلات الحركة وغيرها من المكوّنات. وتحتل الصين مرتبة الريادة العالمية في مجال صناعة بطاريات الطاقة الجديدة، حيث زاد متوسط نطاق القيادة لسيارات الركاب الكهربائية إلى مايزيد عن 400 كيلومترات. كما أن 20٪ من السيّارات المطروحة في الأسواق مجهزة بنظام مساعدة القيادة. وفي عام 2021، حصلت الشركات الصينية على أكثر من 30 ألف براءة اختراع تتعلق بمركبات الطاقة الجديدة، وهوما يمثل 70% من الإجمالي العالمي.
بالنسبة للأسواق المختلفة، قامت شركات السيارات الصينية بصياغة استراتيجيات مختلفة للمنتجات والخدمات. على سبيل المثال، في مواجهة الطرق غير المستوية في بعض البلدان، قام مهندسو "سايك" بزيادة الخلوص الأرضي للمركبات؛ من أجل ضمان أداء التسارع وأداء الشحن السريع للمركبات الكهربائية في ظروف شديدة البرودة في خطوط العرض العالية، طورت تشانغ آن ضبط "محرك كهربائي" و "تقنية تسخين نبضي عالي التردد". حيث يمكنها أن تسمح للبطارية بالتسخين حتى 20 درجة مئوية لمدة 5 دقائق عند -30 درجة مئوية تحت الصفر.
"لقد جلبت تقنية تبديل البطاريات الخاصة بـ"نيو" تجربة جيدة ، وأود أن أجرب أطرزة جديدة من "نيو" في المستقبل." يقول المواطن النرويجي بيركينفيلدت، الذي كان أول مستخدم لسيارة "نيو إي أس 8" في مدينة أوسلو. مبديا إعجابه الشديد بتصميم البطارية والخدمات المتعلقة بها.
"في العام الماضي، شهدت السوق الأسترالية بيع أكثر من 5000 سيارة كهربائية، 27% منها لسيارات "أم جي"، يقول يو ده. مضيفا إنه بعد سنوات طويلة من البحث والتطوير في البطّاريات الكهربائية والبطاريات الهجينة وبطاريات الهيدروجين، أصبحت الآن تمتلك مجموعة منتجات كاملة من مركبات الطاقة الجديدة. كما تعد الطاقة الجديدة والأنظمة الذكية، من بين العوامل الرئيسية التي تعزز توسع السيارات الصينية في الأسواق الخارجية.
"لقد غيّرت محرّكات السيارات الصينية في مجال الطاقة الجديدة والأنظمة الذكية تصور المستخدمين الأوروبيين عن العلامات التجارية الصينية." أصبحت أوروبا سوقا رئيسية للسيارات الصينية. ووفقًا لبيانات الجمارك الصينية، ارتفعت صادرات الصين من السيارات إلى أوروبا العام الماضي بنسبة 204٪، ومن بين أكبر عشر أسواق لمركبات الطاقة الجديدة الصينية، هي بلجيكا والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وعدة دول أخرى. وفي هذا السياق، قال تشيانغ ون بينغ، نائب رئيس "غريت وول للسيارات - أوروبا"، إن العديد من المستهلكين والشركاء الأوروبيين يعتقدون أن الصين باتت تقود اتجاه تطوير السيارات الجديدة في مجال الكهرباء والذكاء.
ويمثل اغتنام فرصة التحول في صناعة السيارات العالمية وبناء صورة العلامة التجارية الصينية للسيارات اختبارا لحكمة شركات السيارات الصينية. حيث يشير تشو هوارونغ إلى أن "العلامات التجارية الصينية الرئيسية ستعزز قدرتها التنافسية في السوق الصينية وحتى في العالم، خلال السنوات العشر القادمة، وستولد علامات تجارية صينية ذات مستوى عالمي."