بكين 11 أكتوبر 2024 (شينخوا) التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ضيوفا أجانب يحضرون مؤتمر الصين للصداقة الدولية ومؤتمرا للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية اليوم (الجمعة).
والتقط شي صورة جماعية مع الضيوف الأجانب وأشاد بالتزام الأصدقاء الدوليين على المدى الطويل بتعزيز الصداقة مع الصين.
وأشار إلى أن الصداقة بين الشعوب هي أساس لعلاقات دولية مستقرة وطويلة الأمد وقوة دافعة لا تنقطع لتعزيز السلام والتنمية على الصعيد العالمي. وقال إنه على مدى الـ75 عاما الماضية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، اتحد الحزب الشيوعي الصيني وقاد الشعب الصيني في شق طريق التحديث الذي لم يسهم فقط في تطوير البلاد نفسها بل أسهم أيضا في إفادة العالم.
وقال شي إنه بالنظر إلى ما مضى خلال هذه الرحلة، فإن إنجازات الصين في مختلف المجالات لم تكن لتتحقق لولا دعم شعوب الدول الأخرى، لافتا إلى أن العديد من الأصدقاء الدوليين شاركوا الشعب الصيني في السراء والضراء، وشاركت العديد من الشركات والمؤسسات الأجنبية والأفراد الأجانب بنشاط في دفع التحديث الاشتراكي للصين، ما أسهم في تحقيق منافع متبادلة وتقديم إسهامات مهمة لتعزيز تبادلات ودية وتعاون بين الصين ودول أخرى.
وأضاف: "سنتذكر دائما إسهاماتكم المهمة للصين والصداقة المخلصة التي نمت مع الشعب الصيني".
وفي معرض تشديده على أن العالم يقف مجددا عند مفترق طرق في التاريخ، قال شي إنه في مواجهة تغييرات لم نشهد لها مثيلا منذ قرن من الزمان، فإن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية هو السبيل الصحيح للمضي قدما من أجل شعوب جميع الدول.
كما أعرب عن استعداد الصين لتعزيز التبادلات الودية مع الأصدقاء من جميع الدول الأخرى، والاستفادة من الدور الفريد للدبلوماسية الشعبية، والسعي لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وقال شي "أولا، من خلال تبني روح 'المسؤولية المشتركة بصفتنا سكان نفس الكوكب'، يجب أن نبني توافقا واسع النطاق بشأن إنشاء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وينبغي علينا تعزيز القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والنزاهة والعدالة والديمقراطية والحرية، والدعوة إلى عالم متعدد الأقطاب قائم على المساواة والنظام، وعولمة اقتصادية شاملة تفيد الجميع، وجعل كوكب الأرض وطنا يسوده السلام والصداقة والتناغم للجميع".
وأضاف: "ثانيا، استرشادا بمبدأ التعاون المربح للجميع، ينبغي علينا تعزيز التضافر في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية"، لافتا إلى أن الصين لا تسعى لتحقيق التحديث على نحو أناني، بل ترحب بمزيد من الأصدقاء الأجانب للمشاركة بنشاط في عملية التحديث في الصين. وتلتزم البلاد بتوفير فرص جديدة للتنمية العالمية من خلال إنجازاتها في التحديث، وتعزيز تحديث عالمي يتميز بتنمية سلمية وتعاون متبادل المنفعة وازدهار مشترك، بما يحقق فائدة أفضل لشعوب جميع الدول.
وقال شي "ثالثا، بعقلية منفتحة وشاملة، ينبغي أن نحتضن جميع الحضارات لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية". وفي سياق إشارته إلى أن الأمة الصينية منفتحة وشاملة دائما وأن الشعب الصيني طيب وودود، أعرب شي عن استعداد الصين للعمل مع جميع الأطراف لدفع مبادرة الحضارة العالمية وتعميق التفاهم والصداقة من خلال الحوار الصادق بهدف استبدال القطيعة بالتبادلات والصدام بالتعلم المتبادل.
وأكد شي أن الحزب الشيوعي الصيني يخدم الشعب، وأن الحكومة الصينية تنتمي إلى الشعب، وأن الدبلوماسية الصينية تمثل الشعب، مشيرا إلى أن الحكومة الصينية ستواصل دعم جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية في لعب دورها الفريد في تطوير الصداقة الدولية وتعزيز التعاون العملي.
وتحدث في المؤتمر كل من الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو، والرئيس السابق للجمعية الوطنية التايلاندية بوكين بالاكولا، وإلين ماك إينيس، مؤسِسة جمعية "أصدقاء كوليانغ".
وقد قدموا تهانيهم الحارة بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية وأشادوا بالدور الفريد الذي تلعبه جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية في تعزيز الدبلوماسية الشعبية وتعزيز التفاهم والصداقة بين شعوب مختلف الدول.
وبحسب المتحدثين، نجحت الصين تحت قيادة الرئيس شي في القضاء على الفقر المدقع وحققت تنمية سريعة، لتصبح منارة أمل للدول النامية. إن اقتراح الرئيس شي لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية ومبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق، يُظهر بُعد نظر ورؤية وإحساسا بالمسؤولية تجاه الحوكمة العالمية. لقد مهدت اقتراحات شي ومبادراته الطريق أمام التعاون الوثيق والمنفعة المتبادلة بين الدول، وسيتواصل تطور الصين وازدهارها في إفادة العالم.
وشهد الحدث حضور ما يقرب من 200 شخص، من بينهم زعماء سياسيون سابقون من دول مختلفة، وأعضاء عائلات ملكية، ورؤساء منظمات صداقة دولية، وأصدقاء دوليون للصين.
كما حضر المسؤولون الصينيون البارزون تساي تشي وهان تشنغ ووانغ يي.