شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي

شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي>>الأخبار>>الصين ودول الحزام والطريق

تعليق: "من تشانكاي إلى شانغهاي" .. قناة جديدة للتعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية (4)

2024-11-16 08:59:32    /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
تعليق:

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال حضوره مراسم افتتاح ميناء تشانكاي عبر رابط فيديو مع نظيرته البيروفية دينا بولوارتي يوم 15 نوفمبر الجاري، إن ميناء تشانكاي سيسهم بقوة في تعزيز مكانة بيرو كبوابة تربط بين البر والبحر وكذا بين آسيا وأمريكا اللاتينية.

يقع ميناء تشانكاي على بعد حوالي 80 كيلومترًا شمال ليما، وبفضل موقعه الجغرافي الفريد، سيصبح ميناءً محوريًا جديدًا في أمريكا اللاتينية وميناء بوابة للمحيط الهادئ.

وتأتي القوة الدافعة وراء بناء ميناء تشانكاي بشكل رئيسي من رغبة بيرو ودول أمريكا الجنوبية في تنميتها الخاصة. وفي الوقت الحالي، عبور معظم شحنات بيرو المتجهة إلى آسيا وأوقيانوسيا يجب العبور عبر أمريكا الوسطى أو أمريكا الشمالية، ولا يمكن أن تلبي الطاقة الإنتاجية احتياجات تطوير التجارة الخارجية. وتشانكاي هو ميناء طبيعي للمياه العميقة يمكنه استيعاب أكبر سفن الحاويات في العالم. وبعد الانتهاء من ميناء تشانكاي، سيتم تقصير وقت نقل البضائع المصدرة من أمريكا الجنوبية إلى السوق الآسيوية من 35 يومًا إلى 25 يومًا، وستنخفض التكاليف اللوجستية بشكل كبير. ويتوقع البعض أن يصبح ميناء تشانكاي "ميناء سنغافورة لأمريكا اللاتينية" ويضخ حيوية جديدة في التنمية الاقتصادية والتجارية على جانبي المحيط الهادئ.

سيخلق افتتاح ميناء تشانكاي فرصًا جديدة لتنمية بيرو وحتى أمريكا اللاتينية. ومن المتوقع أن يحقق الميناء منفعة اقتصادية سنوية تبلغ 4.5 مليار دولار أمريكي لبيرو، أي ما يعادل 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ويخلق الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مما يحقق فوائد ملموسة للسكان المحليين. ومن شأن قناة التصدير المريحة هذه أن تفتح الباب أمام منطقة أمريكا اللاتينية بأكملها لكي تدخل في النبض الجديد للتكامل الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وليس هذا فحسب، بل إن ميناء تشانكاي في حد ذاته يعد رمزًا للانفتاح والفوز المشترك، ويمتد نطاق إشعاعه إلى ما هو أبعد من الصين وأمريكا اللاتينية. ويمكن لليابان وكوريا الجنوبية على الساحل الغربي للمحيط الهادئ المرور عبر شانغهاي وتقاسم هذا "الطريق البحري السريع" الذي يمتد بين نصفي الكرة الشرقي والغربي ونصفي الكرة الشمالي والجنوبي، كما يمكن للولايات المتحدة على الساحل الشرقي استخدام هذا قناة جديدة للوصول إلى آسيا. لذلك، فإن ميناء تشانكاي لن يشهد "مكسبًا مربحًا" بين الصين وبيرو والصين وأمريكا اللاتينية فحسب، ولكنه سيحقق أيضًا "مكسبًا مربحًا" عامًا للدول الواقعة على طول ساحل المحيط الهادئ.

وقد أدى الهوس بـ "مبدأ مونرو" إلى انحياز بعض السياسيين في واشنطن ضد ميناء تشانكاي، حيث أطلقوا تصريحات افترائية لا نهاية لها مثل "نظرية المنفعة العسكرية" و"نظرية الإكراه الاقتصادي" و"نظرية التدمير البيئي"، والمبالغة في "نفوذ الصين المتوسع" في أمريكا اللاتينية. وفي الواقع، فإن الصين مخلصة في التعاون مع دول "الجنوب العالمي" من أجل التنمية، ويعتبر ميناء تشانكاي نموذجا.

وفي مشروع ميناء تشانكاي، قامت الصين بتصدير تكنولوجيا بناء الموانئ الأكثر تقدما وتكنولوجيا الإدارة، والتزمت بمفهوم البناء الأخضر ومنخفض الكربون، ومبادئ الانفتاح والشمول، وعدم استبعاد أطراف ثالثة للبناء التعاوني، فهي جسر وحلقة للتعاون العملي بين الصين وأمريكا اللاتينية، وهي ليست بأي حال من الأحوال أدوات للمنافسة الجيوسياسية. وإن دول أمريكا اللاتينية هي دول مستقلة ذات سيادة، وتتمتع بالقدرة والحكمة لاختيار الشركاء الذين يتناسبون مع مصالحها الخاصة. ولا شك أن أميركا اللاتينية الأكثر استقراراً وازدهاراً تشكل نعمة للصين والولايات المتحدة ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، والعالم أجمع.

ينطق تشانكاي في اللغة الإسبانية بشكل مشابه لشانغهاي. ويعد ميناء تشانكاي أكبر مشروع للبنية التحتية والخدمات اللوجستية استثمرته الصين وأدارته في أمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة، وغالبا ما تستخدم وسائل الإعلام المحلية العبارة الجذابة "من تشانكاي إلى شانغهاي" لوصف الممر البري والبحري الجديد بين الصين وأمريكا اللاتينية. ولا يمكن كبح الرغبة في التنمية بشكل مصطنع، ويمكن للتعاون دائما أن يسرع وتيرة التنمية. ولقد جذبت قدرة الصين على تعزيز التعاون في العديد من المناطق حول العالم الاهتمام، وإذا كان هناك أي "سر" هنا، فهو أنها تدعم روح الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين. وأكيد أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستصبح أكثر انفتاحا وشمولا وازدهارا غدا مع المزيد من هذا التضامن والتعاون.