الصين ستفرض تدابير لتتبع محتوى الذكاء الاصطناعي من التوليد إلى النشر

26 مارس 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/في السنوات الأخيرة، حققت تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي والتوليف العميق تطورا سريعا وملفتا. وفي الوقت الذي باتت فيه هذه التقنيات عاملا محفزا للتنمية الاقتصادية واثراءا للمحتوى عبر الإنترنت ومسهلا للحياة اليومية، فإنها تسببت أيضًا في مشاكل عدة، على غرار انتشار المعلومات الكاذبة وإلحاق الضرر ببيئة الإنترنت.

في هذا السياق، أصدرت الصين مؤخرًا "تدابير تعريف المحتوى المولّد عبر الذكاء الاصطناعي"، التي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر 2025. وقال مسؤول مختص من إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين إن "تدابير التعريف" تركز على النقاط الرئيسية لمحتوى الإنترنت الذي يتم توليده وإنشاءه بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتذكير المستخدمين بالتمييز بين المعلومات الكاذبة من خلال التعريف، مع توضيح مسؤوليات التعريف والتزامات مقدمي الخدمات المعنيين. وتهدف هذه التدابير أيضًا إلى توحيد سلوكيات التعريف في جميع جوانب إنتاج المحتوى ونشره، وتحسين الأمان بتكلفة معقولة، وتعزيز التنمية الصحية والمنظمة للذكاء الاصطناعي.

وقد نصت "لائحة إدارة التوليف العميق لخدمات معلومات الإنترنت" واللوائح الأخرى على التزامات التعريف لمقدمي خدمات التوليف العميق. ومن أبرز ما يميز "تدابير التعريف" أنها تشمل منصات النشر ضمن نطاق الإشراف، لتحقيق حوكمة كاملة للسلسلة من التوليد إلى النشر.

وتعد هذه التدابير خطوة مبتكرة في مجال حوكمة المحتوى الرقمي، إذ تهدف إلى تحسين الإشراف على المعلومات المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي وضمان أن المحتوى الذي يتم نشره يتم تحديده بوضوح. على سبيل المثال، في إحدى الحالات، قرأ مستخدم يدعى شياو تيان مراجعة لفيلم على منصة لتبادل المعرفة. وحملت المراجعة علامة "المحتوى قد يكون من توليد الذكاء الاصطناعي"، وكان تصنيف المراجعة منخفضًا جدًا. وبحسب المسؤول عن المنصة، فإن قواعد حوكمة فضاء المنصة كانت تتطلب في السابق أن يضيف المستخدمون بيانًا يوضح أنه تم إنشاء المحتوى بمساعدة الذكاء الاصطناعي. وإذا لم يتم إضافة هذا البيان بشكل استباقي، وكان المحتوى قد تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، فإن المنصة ستضع عليه علامة تحذير وتقوم بتصنيفه في أسفل القائمة أو "طيه"، أو حتى حذفه أو حظره.

وسيتم دعم مثل هذه السلوكيات الإدارية للمنصة بشكل قانوني وأكثر وضوحًا في المستقبل. حيث تنص "تدابير التعريف" على أن مقدمي خدمات نشر محتوى المعلومات عبر الإنترنت يجب أن يتخذوا التدابير التالية لتنظيم نشر المحتوى الاصطناعي: "التحقق مما إذا كانت هناك علامات ضمنية في بيانات التعريف الخاصة بالملف" و"إذا تم الكشف عن علامات صريحة أو آثار أخرى للتكوين والتوليف، يجب تحديد المحتوى كمحتوى اصطناعي مشتبه به واتخاذ التدابير المناسبة لإضافة علامات تحذيرية بارزة حول المحتوى المنشور لتذكير الجمهور بأن المحتوى يشتبه في أنه اصطناعي."

وقال جين بو، نائب مدير معهد الأبحاث الثالث بوزارة الأمن العام، إن لوائح واضحة قد وُضعت أيضًا لمسؤوليات المشاركين الرئيسيين الآخرين، مثل منصات توزيع تطبيقات الإنترنت، لتحقيق التغطية الكاملة للكيانات التي تولد محتوى اصطناعيًا. من بين الميزات الرئيسية الأخرى لتدابير التعريف هي أنها تميز بين "التعريف الصريح" و"التعريف الضمني" الذي يجب إضافته إلى المحتويات المُولّدة والمُصنّعة. وفقًا لهذه التدابير، يجب إضافة تعريف ضمني إلى البيانات الوصفية للملف الذي يولد محتوى اصطناعيًا، مثل السمة الخاصة للمحتوى الاصطناعي، اسم أو رمز مزود الخدمة، ورقم المحتوى.

وفي هذا السياق، قدم تشانغ تشن، كبير المهندسين في مركز التنسيق الفني للاستجابة لحالات الطوارئ في شبكة الحاسوب الوطنية، بعض الاقتراحات التي توضح "طريقة تحديد المحتوى الاصطناعي المُولّد بالذكاء الاصطناعي لتكنولوجيا أمن الشبكات". تتضمن هذه الطريقة البيانات الخاصة بالتعريف الضمني للبيانات الوصفية، والتي تهدف إلى تقليل تأثير معالجة البيانات الوصفية ونقلها. وقد تم تضمين البيانات اللازمة لتسجيل المعلومات الأساسية والروابط الرئيسية لتوليد المحتوى الاصطناعي، مما يضمن إمكانية تتبّع المحتوى دائمًا أثناء عملية التداول.