صناعة الروبوتات في الصين تضاعف إيراداتها خلال خمس سنوات

في مؤتمر تطوير صناعة الروبوتات الصيني لعام 2025، قدم الإتحاد الصيني للصناعات الآلية تقريراً عن أداء صناعة الروبوتات الصينية خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025).

لقد تضاعفت إيرادات الصناعة من 106.1 مليار يوان (15 مليار دولار) في عام 2020 إلى 237.89 مليار يوان في عام 2024. وفي الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، ارتفعت الإيرادات بنسبة 29.5 في المائة على أساس سنوي.

كما توسعت الصادرات بسرعة، حيث نمت من 390 مليون دولار في عام 2020 إلى 1.15 مليار دولار في عام 2024. وفي الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، بلغت الصادرات 1.24 مليار دولار، متجاوزة إجمالي العام الماضي ومحققة زيادة بنسبة 56 % مقارنة بالعام السابق.

لقد حققت العلامات التجارية المحلية للروبوتات الصناعية حصة كبيرة في السوق، حيث ارتفعت من 31.4 بالمائة في عام 2020 إلى 58.5 بالمائة في عام 2024. وقال شو نيانشا، رئيس الإتحاد الصيني للصناعات الآلية:"لقد نمت صناعة الروبوتات في الصين بسرعة خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشر، وأصبح هناك الآن سلسلة صناعية مكتملة نسبيًا."

قدرات أقوى

في الدورة الخامسة والعشرين لمعرض الصين الدولي للصناعة، عرضت شركة إستون أوتوميشن الصينية للروبوتات الصناعية روبوتاً ثقيلاً قادراً على رفع ونقل 1200 كيلوغرام باستقرار.

وفي هذا السياق قال ممثل الشركة: "سعة التحميل هي مؤشر رئيسي للأداء. ومع تزايد دمج الروبوتات الصناعية في التصنيع، يزداد الطلب على النماذج الثقيلة فائقة الصلابة، عالية الدقة، وذات موثوقية كبيرة للغاية".

تاريخياً، اعتمدت الصين بشكل كبير على الروبوتات الصناعية الثقيلة المستوردة، حيث كانت المنتجات المحلية تشكل أقل من 3% من السوق. ومع ذلك، تم تحقيق تقدم كبير خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة. على سبيل المثال، حصل نموذج استون أوتوميشن بسعة 700 كيلوغرام، الذي تم إطلاقه في عام 2024، على أكثر من 100 طلبية، وفي عام 2025، قدمت الشركة روبوتاً قادرا على حمل 1000 كيلوغرام.

لقد أحدثت التطورات التكنولوجية أيضًا تحولًا في طريقة اللحام، الذي يُشار إليه غالبًا باسم "خط الخياطة" للصناعة الحديثة. قال ممثل شركة سِيَاسُون للروبوتات والأتمتة المحدودة إحدى أكبر شركات تصنيع الروبوتات في الصين: "تقدم روبوتات اللحام لدينا لحام نقطي عالي السرعة، وتحمل الأحمال الثقيلة، ومستقر للغاية. أسرع دورة لنقطة لحام واحدة لا تتجاوز 2.2 ثانية."

كما تطورت عمليات الطلاء التي تقوم بها الروبوتات بالمثل أيضا. لقد كانت خطوط التجميع التقليدية تتطلب عادةً من ثلاثة إلى خمسة أيام لطلاء سيارة، في حين أن خط الإنتاج الآلي الذي يستخدم الروبوتات المصنعة من قبل شركة إيفورت للروبوتات الذكية المحدودة يمكن أن يكمل المهمة في حوالي 80 ثانية فقط.

وقال وانغ جينسونغ أحد مهندسي هذه الشركة: "تتيح التقنيات الجديدة لهذا العام للروبوتات دمج أنظمة العملية الذكية مباشرة في المعدات، مما يمكّن من خلط الألوان والتبديل والرش والتنظيف بشكل آلي."

دعم صناعي أقوى

في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، بلغ إنتاج الصين من الروبوتات الصناعية 595 ألف وحدة، متجاوزاً إجمالي الإنتاج للعام السابق. يعكس هذا النمو السريع التطور المستمر وتعزيز سلسلة صناعة الروبوتات في البلاد.

حققت الصين تقدمًا كبيرًا في إنتاج المكونات الأساسية، بما في ذلك المخفضات عالية الدقة، وأنظمة المؤازرة عالية الأداء، ووحدات التحكم الذكية.

المخفضات التوافقية والتي تُعرف بكونها "مفاصل" الروبوت، تتكون من محور مرن، ومولد يعمل بالموجات، ومحور دائري. يحتاج المحور المرن، الذي يبلغ سُمك جداره 0.2 مليمتر فقط، إلى دقة تصنيع على مستوى الميكرون (ميكرون واحد يساوي 0.001 مليمتر) . الآن، تشكل المخفضات التوافقية الصينية أكثر من 40% من السوق المحلية.

محركات السيرفو، وهي "عضلات" الروبوت، ضرورية للحركة الدقيقة للمفاصل. شركة إنوفانس للتقنيات المحدودة المزود العالمي الرائد لحلول الأتمتة الصناعية والتي تتخذ من شنتشن في مقاطعة قوانغدونغ مقراً لها، تحتفظ بأكبر حصة في السوق في قطاع أنظمة السيرفو هذه في الصين.

في قاعدة إنتاج إنوفانس في يوويانغ بمقاطعة هونان، تمكن خط الإنتاج الدَّوّار من تحقيق أتمتة كاملة، في حين أن الخط الثابت تمت أتمتته بنسبة 70 بالمائة. وقال أحد ممثلي هذه الشركة: "تتميز خطوط الإنتاج الذكية لدينا بالموثوقية والدقة الفائقة، كما تمكننا أيضًا من تقديم خدمات مخصصة."

وفقًا لسونغ شياوقانغ، نائب رئيس مجلس إدارة فرع الروبوتات في الإتحاد الصيني للصناعات الآلية، أصبح نظام دعم الروبوتات في الصين أكثر نضجًا بشكل متزايد. لقد تحسنت القدرة التكنولوجية والصناعية بشكل ملحوظ، حيث تنتج شركات الروبوتات الرائدة الآن أكثر من 80 بالمائة من مكوناتها داخليًا.

تطبيقات أوسع

بنهاية عام 2024، ضمت الصين أكثر من مليوني روبوت صناعي، مما جعلها تحتل المرتبة الأولى عالميًا.

في عام 2024، تم بيع 302 ألف روبوت صناعي في السوق الصينية، مما مثل زيادة قدرها 68.7 % مقارنة بعام 2020 ما شكّل 54 بالمئة من المبيعات العالمية.

لقد توسع استخدام الروبوتات الصناعية بشكل كبير. وإلى غاية نهاية عام 2024 غطت الروبوتات الصناعية ذات العلامات التجارية الصينية ما مجموعه 71 فئة رئيسية و241 فئة فرعية من فئات الاقتصاد الوطني، مما يعني تغطيتها لـ51 بالمائة من الفئات الفرعية لاقتصاد البلاد، أي بزيادة 19 فئة رئيسية و98 فئة فرعية مقارنة بعام 2020.

ارتفعت كثافة الروبوتات في قطاع التصنيع في الصين من المرتبة الثامنة عالميًا في عام 2020 إلى المرتبة الثالثة في عام 2024.

لقد سرّع الانتشار الواسع للروبوتات من تطوير التصنيع الذكي. فقد أنشأت الصين أكثر من 35 ألف مصنع ذكي على المستوى الأساسي، وأكثر من 230 مصنعًا نموذجيًا، و1,260 مصنعًا مزودًا بتقنية الجيل الخامس.

واستشرافا للمستقبل فإن الذكاء الإصطناعي التخصصي هو الذي سيقود هذا النمو المستقبلي. وقال سونغ: "مع تزايد دمج الذكاء الاصطناعي في الصناعات الرأسية، يتسارع اندماجه مع الروبوتات"، مضيفًا أن الروبوتات تتطور بسرعة من معدات وظيفية تقوم بمهام مكررة ومبرمجة إلى شركاء أذكياء قادرين على الإدراك واتخاذ القرار والعمل بشكل مستقل".