شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي

شبكة "الحزام والطريق" للتعاون الإخباري والإعلامي>>الأخبار>>أخبار الصين

صورة التقطها مسبار تيانوين، توضح التقدم الذي حققته الصين في مجال الفضاء

2025-10-17 16:38:54   
صورة التقطها مسبار تيانوين، توضح التقدم الذي حققته الصين في مجال الفضاء
في الأول من أكتوبر، نشرت إدارة الفضاء الوطنية الصينية صورة للمسبار تيانوين-2 والأرض أثناء رحلته المدارية. التُقطت الصورة بواسطة كاميرا مراقبة مُثبّتة على الذراع الروبوتية للمسبار، وتُظهر العلم الصيني بحمرته القانية، وكبسولة العودة البيضاء، والأرض الزرقاء البعيدة، في مشهد مهيب ومحفز للخيال.

17 أكتوبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ نشرت إدارة الفضاء الوطنية الصينية في الأول من أكتوبر الجاري، صورةً للمسبار تيانوين-2 والأرض، التُقطت أثناء رحلته المدارية. وقد وصف مستخدمو الإنترنت الصورة، التي تُظهر العلم الأحمر ذو النجوم الخمس النابض بالحياة، وكبسولة العودة البيضاء، والأرض الزرقاء البعيدة، بأنها "صورة كونية".

يعكس التقاط هذه الصورة الاستثنائية التطور المستمر في قدرات الصين لاستكشاف الفضاء السحيق. وتتمثل الأهداف الرئيسية لمهمة تيانوين-2 في استكشاف الكويكب 2016HO3، وجمع عينات منه وإعادتها إلى الأرض، ثم إجراء استكشاف علمي للمذنب P311 في الحزام الرئيسي. وقد صُممت المهمة لتستغرق نحو عشر سنوات، وتتطلب جمع عينات في بيئة ذات جاذبية منخفضة، مع التغلب على تحديات القياس والتحكم عبر مسافات شاسعة. وتعدّ مهمة طويلة الأمد، عالية المخاطر، ومعقدة تقنيا.

وبفضل مسبار أكثر ذكاء، ومركبة إطلاق أكثر موثوقية، وأنظمة قياس وتحكم واتصال أقوى، سيُحقق تيانوين-2 وعده الممتد لعقد كامل، ويتيح للابتكار الصيني أن يتألق في الفضاء.

من رحلة دونغفانغ هونغ-1 الأولى، إلى استكشاف عائلة مركبات تشانغ آه للقمر، ومن بناء محطة الفضاء الصينية إلى انطلاق تيانوين-2 نحو الكويكبات. يواصل برنامج الفضاء الصيني تحقيق أحلامه خطوة بعد خطوة.

واليوم، تشهد الصين تسارعا في وتيرة الابتكار والإبداع على مختلف الأصعدة، منها الدوائر المتكاملة والمعدات المتقدمة والبرمجيات الصناعية. كما يقدم نظام بيدو للملاحة خدمات دقيقة لتحديد المواقع عالميا، وحققت الطائرة الكبيرة C919 رحلات تجارية ناجحة، بينما تحافظ مركبات الطاقة الجديدة على ريادتها العالمية، ويُعزز قطار CR450 EMU مكانة الصين المتقدمة في تكنولوجيا السكك الحديدية عالية السرعة. وفي الوقت نفسه، يواصل التقدم في الطاقة الجديدة والمواد المتطورة والذكاء الاصطناعي دفع عجلة التطور التكنولوجي إلى الأمام.

من جهة أخرى، يجسّد التقاط هذه "الصورة الكونية" المثابرة والسعي الدؤوب نحو الابتكار، عبر نهجٍ طويل الأمد وروحٍ عملية تدفع التقدم العلمي والتكنولوجي إلى آفاق أرحب. فالنظام الفضائي يتميز بتعقيده وضخامته وكثافته التقنية العالية، مما يتطلب تطويرا مستداما لتحقيق إنجازات حقيقية.

ولتحقيق حلم استكشاف القمر، وضعت الصين خطة رئيسية تقوم على ثلاث مراحل: الدوران، والهبوط، والعودة. وبعد عشرين عاما من العمل المتواصل، تمكنت الصين من امتلاك تقنيات البقاء على سطح القمر ليلا، والاتصال بالجانب البعيد منه، وجمع العينات الذكية، مُشرعة بذلك مرحلة جديدة من الاستكشاف القمري عالي الجودة والكفاءة.

وبعد نجاح تيانوين-1 في أول رحلة إلى المريخ، بدأت تيانوين-2 باستكشاف الكويكبات، بينما تستعد تيانوين-3 وتيانوين-4 لتنفيذ مهمات إعادة عينات من المريخ واستكشاف نظام المشتري في المستقبل. وقد تم وضع خطة تطوير طويلة الأمد منذ انطلاق برنامج استكشاف الكواكب، تُوّجت بسنوات من الجهد المثابر والعمل العلمي العميق.

وفي السنوات الأخيرة، عملت الصين على تعزيز منظومتها البحثية الأساسية، وتقديم الدعم طويل الأمد والمستقر لعدد من قواعد الابتكار والفرق القيادية ومجالات البحث الرئيسة. كما حسّنت آليات التقييم العلمي لتُمكّن الباحثين من التركيز على "الأسئلة الكبرى"، وطورت مفهوم رأس المال الصبور لدعم المشاريع العلمية طويلة الأمد وعالية الاستثمار. وبفضل رؤية واسعة تضع الأصالة في صميم الابتكار، تواصل الصناعة الصينية استكشافاتها المتعمقة، مؤسِّسة لقوى إنتاجية جديدة عالية الجودة ومتمسكة بالتفوق التكنولوجي.

وقد تطلّب إطلاق تيانوين-2 صاروخا بدقة مدارية بلغت 11.2 كيلومترا في الثانية، مع انحراف في السرعة لا يتجاوز مترا واحدا. واستخدم فريق التطوير تقنية التوجيه التكراري وتصحيح السرعة النهائية لضبط سرعة الصاروخ واتجاهه لحظة الانفصال، ما ضمن أعلى درجات دقة المدار.

ومن مهمة تشانغ آه إلى القمر، إلى تيانوين نحو المريخ، وشيهي إلى الشمس، تعامل العلماء الصينيون مع كل مهمة فضائية كنقطة انطلاق لأخرى جديدة، مواصلين الارتقاء بتقنياتهم وبناء ثقتهم للتوغل أعمق فأعمق في الفضاء.